عندما يخدعك الغضبعينة
كيف يبدأ الخداع
إنَّ الغضبَ بكلّ أشكاله خطير. فهو قادر على التسبّب في تدمير رهيب، ليس لِمَن هم على الطرف المتلقّي فحسب، بل أيضًا للغاضبين أنفسهم. الغضب هو أيضًا خادع. إنَّه يُغيِّر التفكيرَ ويُشوّه الرؤيةَ ويتلاعب بالحقيقة. لقد تناول يوحنا الرسول هذه النقطة بالذات: "وَأَمَّا مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ فِي الظُّلْمَةِ، وَفِي الظُّلْمَةِ يَسْلُكُ، وَلاَ يَعْلَمُ أَيْنَ يَمْضِي، لأَنَّ الظُّلْمَةَ أَعْمَتْ عَيْنَيْهِ" (1 يوحنا 2: 11)
في اللحظة التي نشعر فيها بالغضب، نقترب من خطر الوقوع في الخطيّة. وعندما نسمح للغضب بأن يستقرَّ في قلوبنا، فلا مفرّ من الخطيّة. ويُرافق الخداعُ هذه الخطيّة. ويشوّه الغضبُ المُقيم رؤيتَنا ويدفعنا إلى وضعِ افتراضات مشوَّهة، والتطلّعِ من منظور مشوَّه، واستخلاصِ استنتاجات مشوَّهة.
وبغية الكشفِ عن خداع الغضب، سننظر عن كثب إلى رجل غاضب في الكتاب المقدّس. لم يكنِ الملك شاولُ رجلاً غاضبًا في البداية. في الواقع، يبدو أنَّ بدايته اتّسمت بتواضعٍ لافت وعمقٍ في الشخصيّة. ولكن بمجرد أنِ استقرَّ الغضب في شاول، غيّر تفكيره وحوّله إلى قائد مرّ النفس، ومستبدّ، وعدائيّ. ومع تطوّر الغضب عند شاول، فعل أشياءَ تجعلنا نتساءل: "شاولُ، بماذا تُفكّر؟" إنّ خداع الغضب لا يُصدَّق. من المستحيل إعادةُ بناء كلّ ما راود شاولَ من أفكارٍ مشوّهة. لكن في الأيام المقبلة سنتطرّق بالتفصيل لبعض الطرق التي خدع بها الغضبُ شاول.
ينبغي التحديد أنَّ كلُّ إنسان يشعر بالغضب، إنّه جزءٌ من التكوين البشري. وإذا فهمنا رسالة أفسس 4: 26 بحرفيّتها، يمكننا القولُ أيضًا إنَّ الغضبَ جزءٌ من كونك مسيحيًّا مؤمنًا. ستثير بعضُ المواقف والأشخاص غضبنا، بل يجب أن تثير غضبنا. ولكن عندما نغضب، علينا فورًا أن نحذرَ من الخطيّة، ونحذرَ أيضًا من حملِ غضبنا معنا: "لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ." ثم توصينا الآية 31: "لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ."
صلاة: علّمني يا رب أن اُطيع وصاياك لأنّها تحفظ قلبي وحياتي. ساعدني ألا أقع في فخّ الغضب فأنزلق بخداعه وأسلك في الظلمة وأفقد رؤيتي وسلامي. آمين.
عن هذه الخطة
في سلسلة التأملات هذه سنتكلم عن خداع الغضب وسنتطرّق لبعض الخدع التي أثّرت في تفكير الملك شاول وشوّهت رؤيته وأدّت إلى سقوطه ودماره. من يتمسّكْ بغضبه يدخلْ في الظلام، وهناك يحكم على الناس ويفسّر الأحداث بالمنطق الملتوي والدوافع الجسديّة. لكلّ خدعة علاقة بما كان يجري في داخل شاول وهذا ما سنتأمل به في هذه السلسلة المقتبسة من كتاب "إخماد الغضب" لجون كوبلنتز.
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/