يوجد رجاءعينة
الرّجاء أمام مستقبل مجهول
فيما أنت مُستغرِقٌ في النَّومِ في سريرِك، يَرِنُّ المُنَبِّهُ فتَستيقظُ فَزِعًا. تَفتحُ هاتفَكَ المَحمول، فترى أنَّ العناوينَ الرَّئيسَةَ في وسائلِ الإعلامِ تَروي تفاصيلَ جرائمِ قتلٍ وقعَتْ في اللَّيل، وتُخبر عن انهيارِ أسعارِ الأسهمِ في السُّوق الماليَّة أو إمكانيّة اندلاع حرب... أو رُبَّما خوفُكَ الأكبر يتعلّق بالمنزل أو زواجك أو الأولاد. نَقرأُ في الرِّسالة إلى العبرانيين أنّ تِرياقَ الخوفِ هو الإيمان. والإيمانُ يَملأُ نفوسَنا بالرَّجاء في وَسْطِ أيَّةِ أُمورٍ مُخيفةٍ تَحدُثُ لنا. صحيحٌ أنَّنا نخاف في أغلب الأحيان لأنَّنا نَعلم ما سيحدث في المستقبل، ولكِنَّنا نخاف أيضًا مِمَّا نجهله. لِذا فإنَّ الله هو الحَلُّ لِمَخاوِفِنا جميعِها.
الرَّجاء الَّذي يَتحدَّث عنه الكتاب المُقدَّس ليس مُجرَّد أمنياتٍ، وليس اتِّكالًا على الحَظّ، ولا تفاؤلًا في غير مَحَلِّه. كَلاَّ، بل هو إيمانٌ راسخٌ في شخصِ الله. هذا لا يَعني أنَّ الكتابَ المُقدَّسَ يَعِدُنا بحياةٍ مفروشةٍ بالزُّهورِ وخاليةٍ مِن الأشواكِ أو المآسي أو الكوارث. لكِنْ لأنَّنا نَعلَمُ أنَّ الله كُلِّيُّ العِلم وكُلِّيُّ القدرةِ، وأنَّه يَعملُ لِخَيرِنا، فيمكننا أن نَتصَدَّى لِمَخاوفِنا ونُسَلِّم له تَقَلُّبات الدَّهر.
كيف تُساعد طفلةً صغيرةً على التَّغلُّب على خوفها مِن الظَّلام؟ أوَّلاً، تُخاطبُ عقلَها. فتُشْعِلُ النّور وتُريها أنَّه لا يوجد ما يُخيف في الغرفة. ثُمَّ تُساعدُها على التَّوفيق بين مشاعرِها القلبيَّة ومعرفتِها العقليَّة. وهذه هي عَمليَّةُ الإيمانِ بالنِّسبة إلينا جميعًا. فنحن نَقبَلُ فِكرةَ أنَّ الله مُهَيمِنٌ. واستِنادًا إلى ذلك فإنَّنا نُلْقي أحْمالَنا عليه لأنَّه الكامِل. ولكِنْ ماذا عن مُستقبلنا المجهول؟
إنَّ النَّظرةَ المُتشائمةَ غيرُ فَعَّالةٍ لأنَّها شكلٌ مِن أشكالِ العُبوديَّةِ الفِكريَّة. والنَّظرةُ المُتفائلةُ بعيدةٌ جِدًّا عن الواقع. لِذا فإنَّ الطَّريقةَ الوحيدةَ للنَّظَرِ بِرَجاءٍ وثقةٍ إلى المستقبل المجهول هي أن نَسْتَنِدَ في كُلِّ شيءٍ على قُدرةِ الله وصلاحِه وأمانتِه.
وإنْ كُنتَ تَظُنُّ أنَّ أبطالَ كتابِنا المُقدَّسِ لم يشعروا بالخوف، فيجب أن تَعْلَمَ أنَّ أكثرَ مِن مِئَتَيْ شخصٍ في كلمةِ الله وُصِفُوا بأنَّهم خافوا. ولم يَكُنْ جميعُهم من "الأشرار"، بل كثيرون منهم كانوا شخصيَّاتٍ رَئيسَةً مِثل دَاوُد وبولُس وتيموثاوس وغيرِهم. لكن يوجد مَرْفأٌ آمِنٌ يمكنُنا اللُّجوءُ إليه. فلا يجوزُ لنا أن نتجاهلَ كُلَّ خوفٍ، كما لا يجوزُ لنا أيضًا أن نعيشَ في عُبوديَّةٍ للخوف. إنَّه شعور يمكنُ السَّيطرةُ عليه. هُنا يأتي دورُ يَسُوع المسيح. فعندما نُلقي رجاءَنا عليه، سنرى العالَمَ في ضَوءِ صَلاحِ يسوعَ وقُدرتِه وحكمتِه.
صلاة
يا سيّدي يسوع، أنا في حاجة شديدة إليك. أعلم يقينًا أنَّ لي فيك مرفأ آمنًا يمكنني اللجوء إليه. أنت هو الكائن والذي يأتي؛ أنت هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد، منقذي من كلّ خوف، وبرجٌ حصين، يركض إليك الصدِّيق ويتمنَّع، آمين.
عن هذه الخطة
الرَّجاء الَّذي يَتحدَّث عنه الكتاب المُقدَّس ليس مُجرَّد أمنياتٍ، وليس اتِّكالًا على الحَظّ، ولا تفاؤلًا في غير مَحَلِّه. كَلاَّ، بل هو إيمانٌ راسخٌ في شخصِ الله. في هذه السلسلة من التأملات المقتبسة من كتاب "لنا رجاء" للدكتور ديڤيد جيريمايا، سنتأمّل في ثلاث نقاط تطبيقيّة عمليَّة للرّجاء في حياتنا.
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/