يوجد رجاءعينة
الرَّجاء بعدَ الإخفاق
مِنَ الواضح أنَّ الخوفَ مِنَ الفشلِ ليس ظاهرةً جديدة، بل هو خَوفٌ بَشريٌّ قَديمٌ جِدًّا. انظر فقد كانَ رَدُّ مُوسَى على دعوته هو: "مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَحَتَّى أُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟" (الخُروج 3: 11). وحَتَّى بعد أن أَكَّدَ اللهُ لِمُوسَى أنَّه سيَنجَح، استَمَرَّ مُوسَى في الاعتراض: "اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ... بَلْ أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ" (الخُروج 4: 10).
وعندما دَعَا اللهُ جِدْعُون لمُحاربة المِدْيَانِيِّين، كان رَدُّه مُشابهًا: "أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي، بِمَاذَا أُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ؟ هَا عَشِيرَتِي هِيَ الذُّلَّى فِي مَنَسَّى، وَأَنَا الأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي". وقد أَظْهَرَ بعضٌ مِنْ صَفْوَةِ خُدَّامِ الله على مَدى التَّاريخِ هذا الخوفَ على الرُّغمِ مِنْ وعودِ اللهِ لهم بالنَّجاح. هل تُحِبُّ أن تكونَ مكانَ يَشوع؛ أيْ أن تَتَسَلَّمَ زِمامَ القيادةِ مِن مُوسَى في وقتٍ عَصيبٍ كهذا؟ ولو استُدعيتَ لتقديمِ المشورةِ ليَشوعَ ومُساعدتِه في التَّأهُّبِ لِدَورِه الجديد، ما المَشورةُ الَّتي ستُقَدِّمُها له؟
الحقيقةُ هي أنَّه كان يوجدُ مُشيرٌ ليَشوع: اللهُ نَفسُه. فقد كَلَّمَ اللهُ يَشوعَ بأكثرِ كلامٍ مُشَجِّعٍ قَرأتُهُ يَومًا. وما أكثرَ ما تَشَجَّعْتُ بهذه الكلمات في الأوقاتِ الَّتي واجَهْتُ فيها تَحَدِّياتٍ شخصيَّةً كبيرة! إنَّ الأشخاص الَّذين يَخْشَوْنَ الفشلَ يُصابون بالشَّللِ بسبب تلك الكلمة الَّتي تَبتدئُ بالحرف "ميم": مُجَازَفَة. ورُبَّما يُقَلِّلون، بِلا وَعْيٍ، مِن قيمةِ جهودِهم في محاولةٍ منهم للتَّخلُّص مِن القلق النَّاجم عن خوفهم مِنَ الإخفاق. هل عَرَفْتَ أُناسًا يَفعلون ذلك؟ لقد عَرَفْتُ أشخاصًا موهوبين عِدَّةً كان بمقدورِهم أن يَفعلوا أمورًا عظيمةً في الحياة؛ ولكنَّهم لم يفعلوها ولم يتمكَّنوا مِنَ القيامِ بها، لأنَّهم كانوا مُنهَمِكين في حمايةِ أنفُسِهم مِن خيبةِ الأمل.
إنْ كُنتَ خائفًا بخصوصِ مُستقبلِك، أو إنْ كُنتَ قد دُعِيْتَ إلى القيامِ بمهمَّةٍ جديدة تَرى أنَّها تَفوق قدراتك، أو إنْ كُنتَ بحاجةٍ إلى التَّشجيعِ للاستمرارِ في القيامِ بالمُهمَّةِ الَّتي دعاك اللهُ إلى القيامِ بها، فستجدُ أنت أيضًا التَّشجيعَ عندما تَدرُسُ الكلماتِ الَّتي قالها اللهُ ليَشوعَ قبلَ أن يُواجِهَ أصعبَ تَحَدٍّ في حياتِه. لن تكون رَهينةً لِخَوفِكَ مِنَ الفَشَل. "كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ. لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ." يَشوع 1: 5
صلاة
يا سيِّدي الرَّب، تكثر في هذا الزمن المشاكل والتحدِّيات، وعلى أكتافي أحمالٌ ثقيلة والخوف محيط بي من كلِّ جانب... لذلك يا ربَّ الجنود، شدًد يديً للعمل بلا خوف ناظرًا إليك، لأنَّ "نحوك أعيننا"، آمين.
عن هذه الخطة
الرَّجاء الَّذي يَتحدَّث عنه الكتاب المُقدَّس ليس مُجرَّد أمنياتٍ، وليس اتِّكالًا على الحَظّ، ولا تفاؤلًا في غير مَحَلِّه. كَلاَّ، بل هو إيمانٌ راسخٌ في شخصِ الله. في هذه السلسلة من التأملات المقتبسة من كتاب "لنا رجاء" للدكتور ديڤيد جيريمايا، سنتأمّل في ثلاث نقاط تطبيقيّة عمليَّة للرّجاء في حياتنا.
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/