نؤمن بيسوع: الكاهنعينة
اليوم 14: الاستجابة للمسيح بأن نعبده / رومية 12: 1
كثيراً ما نجد أنفسنا كمؤمنين مُدفوعين لعبادة يسوع حين نفكِّر بما عمله لأجلنا على الصليب. تُلهِمنا ذبيحته وتشجِّع قلوبنا على أن نسبِّحه على محبته العظيمة التي أظهرها لنا. وهي تدفعنا لأن نشكره بشكلٍ متكرِّر على بركة الخلاص العظيمة التي اشتراها وأمّنها لنا بحياته.
وينبغي لذبيحة يسوع وتضحيته أن تدفعنا لعبادة الآب والروح القدس. فبحسب مقاطع كتابية مثل يوحنا ١٤: ٣١، كانت ذبيحة المسيح هي خطّة الآب. وعبرانيين ٩: ١٤ تعلِّمنا أن يسوع قدّم ذبيحته من خلال قوة الروح القدس. وهكذا، تدفعنا ذبيحة يسوع وتضحيته إلى تسبيح الآب والروح القدس.
وبالإضافة إلى تحفيز ذبيحة المسيح لنا على العبادة، فإنهّا تمثل مثالاً لنا في العبادة. تأمل فيما كتبه الرسول بولس في رومية ١٢: ١:
فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. (رومية ١٢: ١)
يثير هذا المقطع سؤالين: أولاً، كيف كان موت المسيح على الصليب عمل عبادة؟ وثانياً، كيف يمكننا أن نتّخذ من موته على الصليب نموذجاً لنا في العبادة؟
في الإجابة عن السؤال الأول، موت المسيح على الصليب كان عمل عبادة لأنّه تمّم رموز وظلال العهد القديم المتعلقة بالذبائح. كانت عبادة الله في العهد القديم تتمحور حولَ الذبيحة. وعبرانيين 9 تعلِّمنا أن ذبيحة يسوع كانت الحقيقة التي كانت كل ذبائح العهد القديم تشير إليها. كما أنّها تُخبِرنا بأن يسوع لم يضحِّ لأجلنا ضَعْفاً أو استسلاماً، ولكنّه قدّم نفسه بكل إرادةٍ وتصميم. كان يسوع رئيس الكهنة الذي اتّبع أنظمة العبادة الخاصّة في العهد القديم، وقدّم نفسه لله كعمل عبادة مُضحّية. ولهذا، فإن تضحياتنا تشكِّل هي الأخرى أعمال عبادة.
ولكن كيف يمكننا أن نعبد على مثال ذبيحة المسيح وتضحيته؟ ما نوع أعمال التضحية التي علينا تقديمها؟ يشير الكتاب المُقدَّس إلى أشياء كثيرة يمكننا عملها مما يعتبره الله تضحيةً. تخبِرنا رومية ١٢: ١ أن إحدى الطرق التي بها نستطيع التمثُّل بذبيحة المسيح هي بتقديم أجسادنا لله. ولكن العدد الثاني يكمِل ويشرح معنى هذا: علينا ألا نسلك سلوكاً شبيهاً بسلوك العالم، بل علينا أن نسمح لأذهاننا المُجدَّدة في المسيح بأن تقودنا في أنماط سلوكنا الجديدة. علينا أن نمتنع عن الاستخدامات الآثمة لأجسادنا، وأن نسلك بطرقٍ جديدة تكرِم الله.
تعلِّمنا رسالة أفسس ٥: ١-٢ طريقةً أخرى نتمثّل من خلالها بذبيحة المسيح، وهي بأن نعيش حياة المحبة. كان موت المسيح على الصليب أسمى أعمال المحبّة. ولذا، حين نتعامل باللطف والشفقة والرحمة بعضنا مع بعض فإننا نعيش حياتنا على مثال ذبيحة محبة المسيح.
وتقدِّم فيلبي ٤: ١٨ طريقةً ثالثة يمكننا بها عبادة الله من خلال ذبيحة تضحيتنا: بإعطائنا مالنا وما لدينا ووقتنا لمساعدة المؤمنين الآخرين. قال بولس لأهل كنيسة فيلبّي إن عطاياهم له كانت قرابين مُقدَّمة لله لأنّها كانت مكلفة بالنسبة إليهم، ولأنّهم بها أفادوا الذين يحبُّهم الله. والآن، هذه الطرق الثلاث ليست قائمةً شاملةً بالطرق الممكنة لعبادة الله من خلال التضحية. ولكنّها نقطة بداية جيدة لنا لنتبع بها خطوات يسوع في عبادة الله من خلال التضحيّة المُحِبة.
الكلمة
عن هذه الخطة
تبحث خطة القراءة هذه في عقيدة الكرستولوجي، بالتركيز على شخص وعمل يسوع المسيح. يسوع هو الله في الجسد، مركز كل التاريخ، والرجاء الوحيد لخلاص البشرية والخليقة. .تستكشف هذهِ الخطة الدراسية تحقيق يسوع لوظيفة الكاهن في العهد القديم
More
نود أن نشكر وزراء الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/seminary/lesson.asp/vs/JES/ln/4