رسائل بولس في السجن: بولس في السجنعينة
اليوم 12: لاهوت الرسول بولس والحياة الأخلاقية – 1 كورنثوس 13: 2
إنَّ أولئك الذين هم على إطلاع جيد على كتابات بولس، يعرفون أنَّ الرسول قد أمضى وقتاً في تعليم ما يخصّ الحياة الأخلاقية المسيحية، مماثلاً للمسائل العقائدية. في الواقع، في كل مرّة كان بولس يتطرّق فيها لموضوعٍ عقائدي، كان يسترسل في شرح كيفية تطبيق المؤمنين لهذه العقيدة في حياتهم. ولم يكن هذا التطبيق مقتصراً على تصويب التفكير والعقيدة الصحيحة، بل امتدَّ أيضاً ليشمل سلوك وعواطف المؤمنين. حتى أنَّ بولس ذهب بعيداً إلى القول، إنه ما لم تطبّق العقيدة في حياتنا بحيث تغيّر مشاعرنا وسلوكنا، فهي بلا طائل بالنسبة لنا. فلنقرأ كلمات بولس في هذا المعنى، في 1 كورنثوس 13: 2:
"وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ، وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ ... وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ، وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ" (1 كورنثوس 13: 2).
من وجهة نظر بولس، حصولنا على عقيدة جيدة – وحتى عقيدة كاملة – ليس كافياً. إذا لم تغيّر هذه العقيدة حياتنا – وإذا لم تكن مقترنة بالمحبة، وإذا لم تنتج عن تعامل أخلاقي مع الآخرين، فلا جدوى منها.
إذاً، يجب ألاَّ نستغرب أن تشدد رسائل بولس في السجن على الحياة الأخلاقية بطريقتين. أولاً، الحقيقة بأنَّ المسيح هو الملك، ترغمنا على أن نطيعه. وثانياً، الحقيقة بأننا متحدون مع المسيح ترغمنا على أن نعيش مثلهُ. دعنا نركز أولاً على المسيح هو الملك.
عن هذه الخطة
نظرة عامة على الظروف التي أدت إلى كتابة رسائل بولس إلى أهل كولوسي، وفليمون، وأهل أفسس، وأهل فيلبي
More
نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org