رسائل بولس في السجن: بولس وفليمونعينة
اليوم 06: موافقة بولس – رومية 13: 4
لم يوافق بولس حالاً على أن يقوم بدور الوسيط بين أنسيمس وفليمون، حيث أنَّ أنسيمس كان غير مؤمن وعبداً غير نافع بالمقارنة مع فليمون الذي كان رجلاً صالحاً ومحبّاً. كان لفليمون الحق في أن يغضب وأن يؤدب أنسيمس، لكن لا توجد أية إشارة تبين أنه كان سيفعل هذا بظلم أو بدون إنصاف. كان يحق لفليمون أن يعاقب أنسيمس. إذاً، إن أراد بولس أن يدافع عن أنسيمس، فإن دفاعه سيكون على أساس الرحمة. لكن قبل أن يطلب الرحمة لأنسيمس، كان عليه أولاً أن يقتنع بأن أنسيمس تاب توبة حقيقية.
إنَّ عدم رغبة بولس الأولية في المساعدة بهذه القضية مسألة تثير الإعجاب. فإنه من الحماقة مسامحة الذين ارتكبوا الأخطاء لمجرد أنهم خائفون من العقاب. لنصغِ إلى كلمات بولس في هذا الشأن كما وردت في رومية 13: 4 حيث تحدث عن الحكام المدنيين بهذه الطريقة:
لأَنَّهُ خَادِمُ اللهِ لِلصَّلاَحِ! وَلكِنْ إِنْ فَعَلْتَ الشَّرَّ فَخَفْ، لأَنَّهُ لاَ يَحْمِلُ السَّيْفَ عَبَثًا، إِذْ هُوَ خَادِمُ اللهِ، مُنْتَقِمٌ لِلْغَضَبِ مِنَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّرَّ. (رومية 13: 4)
وينطبق المبدأ نفسه على علاقات كثيرة تتضمن هياكل السلطة، مثل العلاقة بين الأهل والأولاد، وعلى البنية الاجتماعية في الإمبراطورية الرومانية في القـرن الأول مثـل علاقة الأسياد والعبيد. إنَّ أصحاب السـلطة الأتقياء ينفذون العقاب المناسب لأنه عمل صائب يجب أن يقوموا به.
إذاً، من الصواب أن نفترض أنَّ أنسيمس بقي في البداية مع بولس ليقنعه بنواياه الصالحة. وأثناء ذلك الوقت كرز بولس بالإنجيل لأنسيمس، وقاده الروح القدس إلى الإيمان بالمسيح. وبما أنَّ الإيمان الحقيقي ترافقه دائماً التوبة عن الخطايا، فمن الصواب أن نستنتج أنَّ أنسيمس تاب عن كل خطاياه التي أثارت غضب فليمون. وهكذا أصبح أنسيمس إنساناً جديداً بسبب حياته الجديدة في المسيح، وكرَّس نفسه لخدمة الرسول بولس في سجنه. وبولس بدوره أظهر اهتماماً ورعاية عميقين بهذا المؤمن الجديد وأحبه كإبن له.
بعدما حصل أنسيمس على رضى بولس، كان من الملائم أن يرجع إلى فليمون، وهكذا توجه إلى كولوسي حاملاً رسالة المناصرة من بولس. بحسب رسالة بولس إلى فليمون، ومن ناحية قانونية، كان باستطاعة أنسيمس أن يبقى مع بولس بدون أن يصبح فاراً من العدالة. لكن من الناحية الأخلاقية لم يكن هذا هو الحلّ الأفضل. بدلاً من هذا، استلزمت القيم المسيحية مثل عمل الخير والمصالحة أن يعود أنسيمس إلى بيت فليمون. السبب في عودة أنسيمس نجده في فليمون، الآيات 12-16، حيث كتب بولس هذه الكلمات:
الَّذِي رَدَدْتُهُ. فَاقْبَلْهُ، الَّذِي هُوَ أَحْشَائِي. الَّذِي كُنْتُ أَشَاءُ أَنْ أُمْسِكَهُ عِنْدِي ... وَلكِنْ بِدُونِ رَأْيِكَ لَمْ أُرِدْ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئًا، لِكَيْ لاَ يَكُونَ خَيْرُكَ كَأَنَّهُ عَلَى سَبِيلِ الاضْطِرَارِ بَلْ عَلَى سَبِيلِ الاخْتِيَارِ ... لِكَيْ يَكُونَ لَكَ إِلَى الأَبَدِ، لاَ كَعَبْدٍ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ أَفْضَلَ مِنْ عَبْدٍ: أَخًا مَحْبُوبًا، وَلاَ سِيَّمَا إِلَيَّ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِلَيْكَ فِي الْجَسَدِ وَالرَّبِّ جَمِيعًا! (فليمون 12-16)
أعاد بولس أنسيمس إلى فليمون لأنه أراد أن تكون عطية فليمون طوعية بدلاً من أن تكون إجبارية، ولأنه أراد أن يتصالح فليمون وأنسيمس كإخوة في المسيح.
الكلمة
عن هذه الخطة
كتب بولس لفليمون لطلب خدمة، سائلا فليمون أن يتصالح مع أنيسمس
More
نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org