رسائل بولس في السجن: بولس وفليمونعينة
اليوم 14: الثقة – فيلمون 21-25
وأخيراً، بعد تقديم التماسه إلى فليمون، ختم بولس رسالته ببيان ثقة في الآية 21. عبَّر بولس في هذه الآية عن اعتقاده بأن فليمون سيفعل ما طلبه الرسول. نقرأ هذه الكلمات الختامية في التماس بولس في فليمون 21:
إِذْ أَنَا وَاثِقٌ بِإِطَاعَتِكَ، كَتَبْتُ إِلَيْكَ، عَالِمًا أَنَّكَ تَفْعَلُ أَيْضًا أَكْثَرَ مِمَّا أَقُولُ. (فليمون 21)
كان لدى بولس سببان يدفعانه للاعتقاد بأن فليمون سيلبي طلبه. أولاً، كان فليمون يحترم ويحب بولس، ولذا كان لديه الدافع لإرضاء بولس. وثانياً، أحب فليمون الكنيسة، التي انضم إليها أنسيمس للتو.
لا يسجل لنا الكتاب المقدس رد فعل فليمون، ولا يخبرنا ما حدث لأنسيمس. ساد الاعتقاد لقرون كثيرة أنَّ فليمون أعتقه، وأنه أخيراً أصبح أسقف كنيسة أفسس، ثم استشهد في روما في عام 95 ميلادي. وكان هناك بالتأكيد أسقف اسمه أنسيمس أتى بعد تيموثاوس في القرن الأول.
لكن والحق يقال أنَّ أنسيمس كان اسماً عادياً، ولذا فالعبد قد لا يكون هو الرجل الذي أصبح أسقفاً. وفي الوقت ذاته، كان باستطاعة المؤمن الذي درّبه بولس أن يحتل مكانة بارزة بكل سهولة. إذاً، لا يمكننا استثـناء وتجاهل تلك الاحتمالية. على كل حال، إنَّ ثقة بولس في فليمون ينبغي أن تدفعنا لنعتقد أنه فعل ما فيه خير أنسيمس والأفضل له. وبالنسبة لبعض علماء الكتاب المقدس فإن حقيقة وجود رسالة فليمون بين أيدينا تعني ضمناً أنَّ فليمون فعل الصواب لأنه ربما كان سيخفي الدليل على طلب بولس لو أنه لم يلبي رغبته.
بعدما ناقشنا التماس بولس من فليمون، ننتقل إلى الجزء الأخير من الرسالة، التحيات الختامية لفليمون وأهل بيته، كما هي مذكورة في فليمون 22-25.
يحتوي هذا الجزء على تحيات اعتيادية في الآية 24 وعلى بركة معيارية في الآية 25. لكن هناك ملاحظتين في الآيتين السابقتين تستحقان انتباهاً خاصاً.
أولاً، في الآية 22 عبّر بولس عن توقعاته بأنه سيطلق سراحه من السجن سريعاً، وطلب من فليمون أن يعدَّ له منزلاً. لا شك أنَّ هذا الطلب شجّع فليمون على أن يلبي التماس بولس لأنه كان سيلتقي الرسول وجهاً لوجه في المستقبل القريب.
وثانياً، وكما ذكرنا سابقاً في هذا الدرس، أرسل بولس تحية خاصة من أبفراس في الآية 23، مشيراً إلى أنَّ أبفراس كان شاهداً بعيداً على تصميم بولس (فليمون) في قضية أنسيمس.
الكلمة
عن هذه الخطة
كتب بولس لفليمون لطلب خدمة، سائلا فليمون أن يتصالح مع أنيسمس
More
نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org