رسائل بولس في السجن: بولس وفليمونعينة
اليوم 13: الالتماس – فيلمون 17-20
بعدما استعرض بولس كل الشخصيات المشتركة بعملية الوساطة، ذكر بولس التماسه في الآيات 17-20. بشكل محدد، طلب من فليمون أن يسامح أنسيمس، وقدّم نفسه بديلاً عن أنسيمس في حال أصرّ فليمون على تقاضي دفعة ما أو تعويض من عبده.
تلخص لنا الآيتان 17-18 في فليمون التماس بولس ذا الجزئين:
فَإِنْ كُنْتَ تَحْسِبُنِي شَرِيكًا، فَاقْبَلْهُ نَظِيرِي. ثُمَّ إِنْ كَانَ قَدْ ظَلَمَكَ بِشَيْءٍ، أَوْ لَكَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَاحْسِبْ ذلِكَ عَلَيَّ. (فليمون 17-18)
لاحظوا ما فعله بولس هنا: طلب معروفاً شخصياً من فليمون كما لو كان هو بنفسه من كان يحتاج إلى نعمة فليمون. لم يجادل بولس قائلاً أنَّ أنسيمس كان يستحق أن يتصالح مع فليمون. على العكس من ذلك، ذكر ضمناً أنَّ أنسيمس كان يستحق العقاب. ولم يطلب من فليمون أن يُظهر رحمة شبيهة برحمة المسيح نحو أنسيمس.
من الناحية الاستعارية المجازية لم يدافع بولس عن أنسيمس كما يفعل محامي الدفاع، ويُقنع فليمون أن يكون رحوماً مع أنسيمس. بدلاً من هذا، اتخذ موقف الأب والشَخص الذي يحامي، مدافعاً عنه ومُقدّماً الأسباب التي تدعو فليمون لأن يكون رحوماً من أجل بولس. لنصغِ إلى الطريقة التي ختم بها بولس التماسه في فليمون 20:
نَعَمْ أَيُّهَا الأَخُ، لِيَكُنْ لِي فَرَحٌ بِكَ فِي الرَّبِّ. أَرِحْ أَحْشَائِي فِي الرَّبِّ. (فليمون 20)
كان بولس يأمل في أن يظهر فليمون له الاحترام إلى درجة بحيث يُظهر الرحمة نحو ابن بولس الروحي أنسيمس. وهكذا طلب بولس من فليمون في التماسه أن يريح أحشاءه بإظهار اللطف نحو ابنه، الذي أحبه من صميم قلبه.
ثم لاحظوا اللغة التي استخدمها بولس. أولاً، طلب بولس من فليمون أن يكون فرحاً له، مستخدماً الفعل اليوناني "oninémi (ὀνίνημι)"، الذي كان اسم أنسيمس مبنياً عليه. بشكل أساسي، طلب من فليمون أن يتبع مثال عبده أنسيمس بكونه نافعاً لبولس. وثانياً، كرّر بولس استخدامه لكلمة "أرِحْ". في الآية 7، كان بولس قد مدح فليمون لأنه أراح أحشاء القديسين. وهنا، نراه يشجع فليمون على إظهار النزاهة بإراحة أحشاء الرسول المسجون أيضاً.
أثار علماء الكتاب المقدس أسئلة كثيرة حول تفاصيل التماس بولس. يعتقد البعض أنَّ بولس كان فقط يطلب من فليمون أن يعامل أنسيمس بالرحمة واللطف، وألا يطلب منه تعويضاً عن الضرر والإساءة التي ارتكبها أنسيمس، وإرجاع ما أخذه. ويعتقد البعض الآخر أنَّ بولس كان يطلب المزيد من فليمون، أي أنه كان يطلب إعتاق أنسيمس، أي يطلب حريته.
يمكن أن نرى هذه الأفكار ضمناً في كلمات بولس في فليمون الآيتين 15-16 حيث كتب بولس على هذا النحو:
لِكَيْ يَكُونَ لَكَ إِلَى الأَبَدِ، لاَ كَعَبْدٍ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ أَفْضَلَ مِنْ عَبْدٍ: أَخًا مَحْبُوبًا... (فليمون 15-16)
من الممكن قراءة هذه الآية على أنها تعني أنَّ بولس أراد فليمون أن يحرّر أنسيمس لكيلا يكون أنسيمس فيما بعد عبداً. تكتسب هذه الفكرة قوة عندما نلاحظ أنَّ الكلمة اليونانية "aiōnion (αἰώνιον)" المترجمة هنا "إلى الأبد"، تُترجم أيضاً بشكل صحيح في ترجمات حديثة مثل "أبدياً" أو "للأبد". مع أنَّ الرق الروماني كان أبدياً، إلاّ أنه من الناحية الفنية كان ترتيباً مؤقتاً. إذاً، لم يستطع بولس بالحقيقة أن يؤكد لفليمون بأن أنسيمس سيبقى عبداً نافعاً له للأبد. لكن علاقتنا بالمسيح هي التي ستدوم إلى الأبد. وهذا ما يدفعنا إلى أن نرى هنا تلميحاً في هذه الآية إلى فليمون وهو يعتق أنسيمس أو يقدم له حريته.
الكلمة
عن هذه الخطة
كتب بولس لفليمون لطلب خدمة، سائلا فليمون أن يتصالح مع أنيسمس
More
نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org