رسائل بولس في السجن: بولس وفليمونعينة
اليوم 10: أنسيمس كمُلتمس – فيلمون 11-13
إنَّ أنسيمس الذي يصفه بولس هنا يختلف كلياً عن أنسيمس الذي كان قد أتى إلى بولس طالباً منه أن يكون وسيطه. كان أنسيمس عبداً غير نافعٍ. لكنه آمن بالمسيح، وتاب عن خطيته، وأصلح طرقه، وأظهر إيمانه الصادق بالقيام بجهود حقيقية للاعتناء ببولس في السجن. ولأن بولس عرف أنَّ فليمون كان مؤمناً ممتلئاً بالمحبة، فإنه توقع أن يفرح فليمون عند سماعه الأخبار بأن أنسيمس قد آمن بالمسيح وأن يغفر فليمون ذنوب أنسيمس كما كان يغفر ويسامح أي مؤمن آخر أخطأ نحوه وأساء إليه.
استخدم بولس تلاعباً بالكلمات في فليمون الآيات 11-13، ويشدد هذا التلاعب على التغيير الذي طرأ على حياة أنسيمس. بشكل خاص كانت كلمة "chrēstos (χρηστος)" مشابهة لكلمة "christos (χριστος)"، التي تعني "المسيح". والكلمة التي استخدمها بولس لتعني غير نافع كانت "achrēstos (ἄχρηστος)" من البادئة اليونانية "a"، التي تعني "غير" ومن جذر الكلمة "chrēstos" التي تعني "نافع". وبشكل مشابه، الكلمة التي استخدمها بولس لتعني "نافع"، كانت "euchrēstos (εὔχρηστος)" من البادئة "eu" التي تعني "حسناً" أو "جيداً"، ومن جذر الكلمة "chrēstos" التي تعني "نافع". فالتلاعب بالكلمات كان: كان أنسيمس "achrēstos" أو "غير نافع"، عندما كان "achristos" أو بدون المسيح. لكنه أصبح "euchrēstos" أو "نافع جداً، عندما قبل "christos" كربٍّ على حياته.
أشار بولس أيضاً إلى الطرق التي بدأ بها أنسيمس بالتكفير عن ذنوبه. كما كتب بولس، فقد أخذ أنسيمس مكان فليمون في خدمته لبولس.
في العالم القديم، كان من المعتاد أن يعير أحد الأسياد عبده إلى شخص آخر. كان هذا العمل يعتبر عطية من نوع آخر، حيث لم يكن لدى السيد أي أعمال يقوم بها العبد أثناء فترة الإعارة، وكان الصديق الذي استعار العبد يستفيد أيضاً منه.
في هذا السياق، ومن خلال أنسيمس، كان فليمون بالحقيقة يخدم بولس. ولهذا السبب قال بولس أنَّ انسيمس أصبح نافعاً ليس له فحسب، ولكن لفليمون أيضاً. إذاً، كانت لدى فليمون أسباب إضافية ليرحم أنسيمس.
وأخيراً في هذا الجزء يذكر بولس أنه ردّ أنسيمس إلى فليمون، ربما حاملاً رسالة بولس إلى فليمون وربما سافر بصحبة تيخيكس. ذكر بولس هذا الأمر في فليمون، الآية 12 قائلاً:
الَّذِي رَدَدْتُهُ... (فليمون 12)
عاد أنسيمس إلى كولوسي ليطلب الرحمة من فليمون على أمل أن يتصالح معه، وربما لينال حريته أيضاً. لم يكن أنسيمس فاراً من العدالة، لكنه عاد ليواجه دينونة سيده.
الكلمة
عن هذه الخطة
كتب بولس لفليمون لطلب خدمة، سائلا فليمون أن يتصالح مع أنيسمس
More
نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org