رسائل بولس في السجن: بولس وفليمونعينة
اليوم 11: فليمون كسيد – فيلمون 14
بعد وصف بولس دوره كنصير ومدافع، ودور أنسيمس كملتمس، تابع ليتحدث عن دور فليمون كسيد في الآية 14. أقرَّ بولس هنا بسلطة فليمون على أنسيمس، وكشف عن دافعه لتقديم الالتماس إلى فليمون بدلاً من توجيه الأمر له. كتب بولس الكلمات التالية في فليمون الآية 14:
وَلكِنْ بِدُونِ رَأْيِكَ لَمْ أُرِدْ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئًا، لِكَيْ لاَ يَكُونَ خَيْرُكَ كَأَنَّهُ عَلَى سَبِيلِ الاضْطِرَارِ بَلْ عَلَى سَبِيلِ الاخْتِيَارِ. (فليمون 14)
أراد بولس أن يختار فليمون بنفسه القيام بالعمل الصائب. ولذا، أشار بوضوح إلى أنَّ التماسه كان كطلب بدلاً من أن يكون وصية رسولية. ربما أراد بولس أن يكسب صديقه مكافآت سماوية لقيامه بالعمل الصائب وبالدافع الصحيح. وربما أنه ظنَّ أنَّ مصالحتهما الطوعية ستقوي علاقتهما الأخوية بالمسيح.
وعلاوة على ذلك، يبدو أنَّ بولس أراد أن يُظهر الاحترام نحو فليمون. فإذا عامل فليمون أنسيمس معاملة جيدة، فستكون هذه المعاملة مصدر تشجيع كبير لبولس والكنيسة معاً. تلك كانت حجة بولس في فليمون 7-9، حيث كتب التالي:
لأَنَّ لَنَا فَرَحًا كَثِيرًا وَتَعْزِيَةً بِسَبَبِ مَحَبَّتِكَ، لأَنَّ أَحْشَاءَ الْقِدِّيسِينَ قَدِ اسْتَرَاحَتْ بِكَ أَيُّهَا الأَخُ. لِذلِكَ، وَإِنْ كَانَ لِي بِالْمَسِيحِ ثِقَةٌ كَثِيرَةٌ أَنْ آمُرَكَ بِمَا يَلِيقُ، مِنْ أَجْلِ الْمَحَبَّةِ، أَطْلُبُ... (فليمون 7-9)
بشكل أساسي، محبة فليمون السابقة وأمانته نحو الكنيسة شجعت بولس على الاعتقاد بأن فليمون سيظهر المحبة والولاء لأنسيمس أيضاً.
من المحتمل أنَّ بولس اختار هذه الوسيلة لأسباب متعددة تاركاً فليمون ليأخذ دوره الروماني التقليدي كسيد له الحق أن يحاكم عبده. كان بإمكانه أن يتخذ قراراً قاسياً ويعاقب أنسيمس؛ أو أن يحكم بالرحمة ويسامح أنسيمس من أجل المسيح، ومن أجل صديقه الرسول بولس. كان على فليمون أن يقوم بالاختيار ومع أنَّ بولس أشار بوضوح كامل إلى القرار الذي سيكون صحيحاً.
الكلمة
عن هذه الخطة
كتب بولس لفليمون لطلب خدمة، سائلا فليمون أن يتصالح مع أنيسمس
More
نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org