سفر الرؤياعينة

سفر الرؤيا

يوم 12 من إجمالي 13

  

اليوم 12: رؤيا تصف العقاب – الرؤيا 19: 1-21، 20: 1-15

يدرك معظم المفسّرين أن رؤيا ٢٠، مثل بقية نبوّة يوحنا الرؤيوية، هي رمزية إلى حد بعيد. ويفسّر المؤمنون رموزه بطرق عديدة متفاوتة. في الواقع، من الصعب إيجاد نصوصٍ في كل سفر الرؤيا اختلف حوله المفسّرون مثل هذا النص.

يوجد عموماً أربع مدارس رئيسية في تفسير هذا المقطع. وكل مدرسة تسمى وفق فهمها للألفية أو الألف سنة المذكورة في هذا المقطع. وهذه المدارس الأربع هي: ما قبل الألفية التاريخية، ما قبل الألفية التدبيرية، اللاحق للألفية واللاألفية.

ما قبل الألفية التاريخية وما قبل الألفية التدبيرية هما منهجان يسمَّيان السابق للألفية، أي يؤمنان أن يسوع سيعود قبل بدء الألفية. بينما المنهج اللاحق للألفية فيعتقد أن يسوع سيعود بعد نهاية الألفية، ومنهج اللاألفية فيعتقد أن لا وجود لشيء اسمه الألف سنة، وأن يسوع يعود في نهاية الزمان. لننظر إلى كل واحد من هذه المناهج مع بعض التفاصيل الإضافية.

يُسمى ما قبل الألفية التاريخية تاريخي لأنه الموقف الذي يسبق الألفية وتتمسك به جماعات عديدة واللاهوتيون عبر تاريخ الكنيسة. وهو يعلّم أنه بعد عودة يسوع، سيُربط الشيطان ويدشن يسوع الألفية وهي فترة ألف سنة من السلام الأرضي والازدهار. وفي هذه الفترة سيستمر المؤمنون وغير المؤمنين بالعيش على الأرض. ثم عندما تنتهي الألفية، سيتمرّد الشيطان، وتتبعه الدينونة النهائية. ثم يبدأ مُلك الله الأبدي على السماوات الجديدة والأرض الجديدة. وهذا الرأي يعتبر أن الرؤيا ٢٠ يتبع زمنياً الرؤيا ١٩.

أما الرأي القائل بما قبل الألفية التدبيرية فقد بدأ التعليم عنه في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر. وهناك اختلافات ضمن هذا الرأي لا سيما بالنسبة لتوقيت الأحداث النهائية قبل الألفية. لكن بصورة عامة، يعلّم رأي ما قبل الألفية التدبيرية أنه عند عودة يسوع، سوف يردّ أمة إسرائيل ويملك بصورة ظاهرة على الأمم من عرشه في أورشليم. ونحو نهاية الألفية، سيقوم الشيطان بالتحريض على التمرّد، لكن الله سيهزم الشيطان وجيوشه بالكامل. وبعد ذلك ستتم الدينونة النهائية، ويبدأ ملك الله الأبدي على السماوات الجديدة والأرض الجديدة. ومثل موقف ما قبل الألفية التاريخية، يعتبر هذا الرأي أن الاصحاح ٢٠ من الرؤيا يتبع زمنياً الاصحاح ١٩.

على نقيض الموقف السابق للألفية التاريخية والتدبيرية، يعلّم رأي اللاحق للألفية أن يسوع سيعود بعد الألفية. ويعتبر الألفية ذاتها إما الفترة الكاملة بين المجيء الأول والثاني للمسيح، أو الألف سنة الأخيرة قبل عودته. في الحالتين، خلال الألفية يملك يسوع من السماء. وملكوته يمتد من خلال الإنجيل ليغطي الأرض كلها ويحسنها.

موقف اللاألفية يعني حرفياً "لا يوجد ألفية". ويأخذ هذه التسمية من حقيقة رفضه أن تكون الألفية ألف سنة حرفية. وهو يعلّم أن الألفية تتألف من ملك المسيح على الأرض، من عرشه السماوي ومن خلال كنيسته؛ وأن يسوع سيعود في نهاية الدهر. وتتميّز اللاألفية عن اللاحقة للألفية في نواح عدة. فمن جهة، كل أشكال اللاألفية تؤكد أن الألفية هي الفترة الكاملة بين مجيء المسيح الأول ومجيئه الثاني. ومن جهة أخرى، لا تشدّد على أن الحكم الألفي ليسوع والقديسين سيوّسع الملكوت ويحّسن العالم. فمن وجهة النظر اللاألفية، سيختبر المسيحيون بركات الله والضيقة العظيمة على الأرض إلى وقت الانتصار النهائي الذي سيتحقق عند عودة المسيح.

من المهم لاتباع المسيح أن يدركوا أن المؤمنين الإنجيليين لا يتفقون دائماً، وأن مسألة الألفية كانت موضوع خلاف عبر التاريخ. لكن بغض النظر عن التفسير الألفيّ الذي نتبناه، يمكن أن يتفق كل المسيحيين الإنجيليين أن المسيح سيعود ويحقّق الانتصار النهائي على الشر، وأن الشيطان سينهزم في النهاية، وسيحيا شعب الله إلى الأبد تحت مُلك المسيح في خليقةٍ مجدّدةٍ.

يوم 11يوم 13

عن هذه الخطة

سفر الرؤيا

يمكن لسفر الرؤيا أن يكون ممتعاً ومربكاً في نفس الوقت. فهو ممتع لأنه يسجل رؤى دراميّة عن دور المسيح والكنيسة في تاريخ العالم. لكنه أيضاً مربكاً لأن الصور المجازيّة الخاصة به غريبة جداً عن القرّاء المعاصرين. ورغم ذلك، فإن الرسالة العامة واضحة: يسوع الملك سيعود بانتصار.

More

نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org