سفر الرؤياعينة
اليوم 07: رؤيا عن الأحداث القادمة – الرؤيا 11: 1-19، 12: 1-17
بعد الفترة الفاصلة، بوّق الملاك السابع البوق السابع في الرؤيا ١١: ١٥-١٩، خاتماً سلسلة هذه الرؤى.
يدوّن لنا الرؤيا ١١: ١٥ هذا الإعلان في السماء عند صوت البوق السابع:
قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.
يفتتح البوق السابع العبادة التي ستتّم في بلاط الله عندما يصبح انتصاره على كل ممالك العالم مُنجزاً، ويحقق دينونته النهائية على كل الخليقة. ويعود المسيح ليجدّد الأرض؛ وسيستعلن مجده بالكامل؛ وملك الله سيظهر بجلاء في كل الخليقة.
أما السلسلة الثالثة من الرؤى التي تتعلق بالأحداث المستقبلية فهي القصص السبع الرمزية في الرؤيا ١٢: ١-١٤: ٢٠.
تشبه رؤيا القصص الرمزية السبع في بنيتها رؤى الختوم والأبواق: فالقصص الست الأولى مجموعة معاً، وتتبعها فترة فاصلة، ثم القصة الرمزية السابعة. لكن في الوقت الذي فيه ركزت رؤى الختوم والأبواق على الدينونات الإلهية، وصفت القصص السبع الصراع الروحي بين الشيطان وشعب الله. وتدور القصص في هذه السلسلة حول شخصيات رمزية رئيسية: المرأة، التنين، الوحش الطالع من البحر، الوحش الطالع من الأرض، و١٤٤٠٠٠ أَلْف مؤمن، ثم الملائكة المرسلون وابن الإنسان.
الشخصية الرمزية الأولى هي امرأة حامل متسربلة بالشمس. وقصتها موجودة في الرؤيا ١٢: ١-١٧، وتشبه هذه القصة قصة ولادة يسوع ومحاولة هيرودس قتله. والمرأة التي تمثل شعب إسرائيل المؤمن، ولدت يسوع، المسيح المنتظر. وأُخذ ولدُها إلى السماء، وهو ما قد يشير إلى قيامة يسوع وصعوده إلى السماء. لكن المرأة بقيت على الأرض واضطهدها تنين عظيم. لكن الله حماها فلم يقدر التنين أن يهزمها، لكنها عانت بسبب الصراع. وهذه القصة الرمزية تمثل حقيقة أن يسوع يتحدر من شعب الله الأمين، وأن المؤمنين الحقيقيين ما زالوا يتألمون بسبب الشيطان ومملكته. وقرّاء يوحنا الأولون فهموا أن هذا الصراع هو أساس مشاكلهم، واستمدوا التشجيع من حماية الله واعتنائه بالمرأة. كما لا بد أن يكونوا قد فهموا حاجتهم إلى الثبات، طالما أن صراعاتهم لن تنتهي في وقت قريب.
القصة الرمزية التي تلت تدور حول تنين أحمر ضخم، ووردت في الرؤيا ١٢: ٣-١٧. وهذه القصة قُدّمت في الوقت عينه مع قصة المرأة، لكن أشير إليها كآية مستقلة في الرؤيا ١٢: ٣. ويوصف التنين كتِنِّين عَظِيم أَحْمَر، لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ سَبْعَةُ تِيجَانٍ. ويوصف في العدد ٩ كالشيطان نفسه. وفي رؤيا يوحنا ذنب التنين جرَّ ثُلْثَ نُجُومِ السَّمَاءِ وطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ. وهذا العمل قد يشير إلى سقوط الملائكة وتحوّلهم إلى أرواح شريرة أو إلى اضطراب سياسي كما نجد في إشعياء ٣٤: ٤ ومرقس ١٣: ٢٥. وهجوم الشيطان على المرأة وابنها يسلّط الضوء على الصراع الشديد بين الشيطان وشعب الله.
في قصة التنين حصلت أيضاً حرب في السماء، فيها حارب ميخائيل وملائكته التنين. وطرح ميخائيل الشيطان وملائكته إلى الأرض. وبعد أن طُرح الشيطانُ إلى الأرض طارد المرأة ليضطهدها. لكن الله حفظها، فانتقل الشيطان إلى اضطهاد نسلها، أي المؤمنين الذين يطيعون المسيح ويحفظون شهادته. وأريدَ من هذه القصة الرمزية أن تساعد قرّاء يوحنا ليفهموا أنهم مضطهدون بسبب كراهية الشيطان لله، وهم في حرب روحية. لكن رغم ذلك، فإن الشيطان قد سبق وهُزم، وستواجه الكنيسة الاضطهاد فقط إلى حين انتهاء زمن التنين المحدود على الأرض.
عن هذه الخطة
يمكن لسفر الرؤيا أن يكون ممتعاً ومربكاً في نفس الوقت. فهو ممتع لأنه يسجل رؤى دراميّة عن دور المسيح والكنيسة في تاريخ العالم. لكنه أيضاً مربكاً لأن الصور المجازيّة الخاصة به غريبة جداً عن القرّاء المعاصرين. ورغم ذلك، فإن الرسالة العامة واضحة: يسوع الملك سيعود بانتصار.
More
نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org