أعطانا الله أنبياء - تحليلات أدبيّة للنبوّةعينة
اليوم 02: أنواع القصص النبوية – عاموس 7: 1-9
نحن الآن في وضع يسمح لنا بطرح سؤال آخر: "ماذا كان المحتوى الرئيسي لهذه القصص؟" نجد أنه خلال أسفار الأنبياء، تركز القصص على أربعة اتجاهات أساسية، أولاً، الدعوة النبوية، ثانياً، الأعمال الرمزية، ثالثاً، الكتابات الرؤيوية، ورابعاً، الخلفيات التاريخية.
هي سجل أقوال الله التي كلف بها الأنبياء، في أوقات معينة، أن يتكلموا بها نيابة عنه. مثلاً، يسجل لنا إشعياء في الإصحاح السادس دعوة الله إشعياء. ويخبرنا الأصحاح الأول من إرميا كيف دعا الله إرميا. وبالمثل نرى في حزقيال الاصحاح 2، أن الله قد دعا حزقيال. في كل من هذه النصوص، نجد قصص وروايات، ونتعلم كيف تواضع الأنبياء أمام الله وكيف كانوا متيقنين أن الله قد منحهم سلطان الخدمة.
هذا وتركز الروايات التاريخية في أسفار الأنبياء أيضاً على أفعال الأنبياء ذات المغزى الرمزي. مثلاً، في الإصحاح الثالث عشر من سفر إرميا، طلب من النبي أن يدفن منطقته الكتّان في الأرض حتى تفسد، لكي يوضح بذلك فساد يهوذا. وفي الإصحاح التاسع عشر، طُلبَ من ارميا أن يكسر وعاء الفخّار كرمز لما كان سيحدث من كسر لشعب يهوذا. كذلك في الإصحاح الثاني والثلاثين، أعطى الله تعليمات لإرميا أن يشتري حقلاً، وأن يبقى على صكّي الشراء في مأمن سالمين كعلامة، أنه في يوم ما سوف يأتي الله بشعبه من السبي، ويشترون بيوتاً وحقولاً وكروماً في هذه الأرض.
ونجد أيضا نوعاً ثالثاً من الروايات التاريخية، "الكتابات الرؤيوية." والمقصود بهذه الكتابات هو تلك النصوص التي فيها يصف الأنبياء لقاءاً منظوراً مع الله. ومن أهم مجموعات الكتابات الرؤيوية، تظهر في الإصحاح السابع من سفر عاموس في الأعداد من 1 إلى 9.
هذا وسوف نتذكر، مركبة عرش الله العظيمة الوارد ذكرها في الإصحاح الأول من حزقيال. كما وسنتذكر الرؤى الكثيرة للنبي دانيال. تسجل الكتابات الرؤيوية النبوية ما يساعدنا على إدراك الأصول السماوية للكلمة النبوية.
وبالإضافة إلى الدعوة النبوية والأفعال الرمزية والكتابات الرؤيوية، هناك عدد من القصص التاريخية في أسفار الأنبياء تزودنا ببساطة بخلفية تاريخية. وإذا أردنا تركيزاً على الخلفية التاريخية، ففي الإصحاحين السابع والثامن من سفر إشعياء يظهر أحد أهم الأمثلة لذلك. هذان الأصحاحان يوفران لنا القرينة التاريخية حيث تظهر لنا النبوة المعروفة إشعياء 7: 14.
كلما نقرأ نبوة العهد القديم ويحدث أن نلتقي بقصة، علينا أن نسأل أنفسنا هذه الأسئلة. هل نحن نتعامل مع قصة دعوة؟ أو فعل رمزي؟ أو كتابة رؤيوية؟ أم أننا ببساطة نلتقي مع قصة توفر لنا خلفية تاريخية للنبوة؟ وإذ نسأل مثل هذه الأسئلة، سوف نجد أنفسنا قادرين أن نفهم نصوصاً ما كنا لنفهمها بدونها.
الكلمة
عن هذه الخطة
إن النبوة مثيرة ومحبطة على حد سواء. معظم المسيحيين مفتونون بالنبوات الكتابية، ولكنهم في حيرة عندما يتعلق الأمر بفهمهم لها. وغالبا ما نتجاهل هذا الجزء من الكتاب المقدس لسبب شعورنا بالربكة بسبب تاريخه وقالبه الأدبي المعقد. لكن لم يعطنا الله النبوة لكي نتجاهلها. فالنبوة في غاية الأهمية لنا حين نفسرها بشكل صحيح. حين نفهم دوافع وأساليب الأنبياء نكون على استعداد أفضل كي نكتشف أهمية كلامهم لنا.
More
ود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org