أعطانا الله أنبياء - تحليلات أدبيّة للنبوّةعينة

  

اليوم 06: منطوقات الويل – إشعياء 5: 8-10

وقد أعلن أنبياء العهد القديم أيضاً عن لعنات عهدية في نمط معروف بمنطوقات الويل. وتتشابه منطوقات الويل بدرجة كبيرة مع منطوقات الدينونة من حيث أنها عادة تشتمل على اتهام تتبعه عقوبة. والفارق الرئيسي لهذه المنطوقات هو أن تعبير "الويل" قد أدخل في استعمالها منذ البداية.

واحد من كثير من الأمثلة لمنطوق الويل يظهر في إشعياء 5: 8–10. ويرد تعبير الويل في إشعياء 5: 8 حيث يقول إشعياء، "وَيْلٌ لِلَّذِينَ...". وما يرغب أن يقوله إشعياء هنا، لم يكن تعبيراً مرحّباً به عن بركة، ولكنه كان تعبيراً عن لعنة من الله. والاتهام في منطوق النبي يتبع تعبير الويل في 5: 8: 

"وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَصِلُونَ بَيْتًا بِبَيْتٍ، وَيَقْرِنُونَ حَقْلاً بِحَقْل، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَوْضِعٌ. فَصِرْتُمْ تَسْكُنُونَ وَحْدَكُمْ فِي وَسَطِ الأَرْضِ". (إشعياء 5: 8)

وكان الله في أيام موسى قد وضع مبدأ أن تؤمّن كل أسرة بميراث ثابت. لكن في أيام إشعياء، مع ذلك، انتهك اليهود الأغنياء هذا المبدأ العهدي بشرائهم كل قطعة أرض تصل إليها أيديهم وإضافتها لأرض الميراث. لذلك يعلن النبي في إشعياء 5: 9-10 العقوبة: 

فِي أُذُنَيَّ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: أَلاَ إِنَّ بُيُوتًا كَثِيرَةً تَصِيرُ خَرَابًا. بُيُوتًا كَبِيرَةً وَحَسَنَةً بِلاَ سَاكِنٍ. لأَنَّ عَشْرَةَ فَدَادِينِ كَرْمٍ تَصْنَعُ بَثًّا وَاحِدًا، وَحُومَرَ بِذَارٍ يَصْنَعُ إِيفَةً. (إشعياء 5: 9-10)

كان الله يريد أن يؤكّد لهم أن مجهوداتهم كانت عبثاً وباطلة. تظهر منطوقات الويل، مثل هذه، عبر أسفار الأنبياء.