سفر صموئيلعينة

استجابات الرب (1صموئيل 2: 27 – 3: 21)

بعدَ هَذهِ التقييماتِ المتباينةِ، قامَ كاتبُنَا بعرضِ التناقضِ بينَ استجاباتِ الرَّبِّ لخدمةِ عالي وعائلتهِ غيرِ الأمينةِ وبينَ خدمةِ صَموئيلَ الأمينةِ في الإصحاحِ 2: 27-4: 1.

من ناحيةٍ، تناولَ كاتبُنَا مَا يخصُّ عالي في 2: 27-36. شرحَ أنَّ الرَّبَّ أرسلَ نبيًّا لا يُذكَر اسمَهُ، "رَجُلُ اللهِ" الذي أشارَ إلى إفسادِ عالي وأبنائهِ لعبادةِ إسرائيلَ. ومن خلالِ هَذاَ النبيِّ، هدَّدَ الرَّبُّ بلعناتٍ ضدَّ عائلةِ عالي قائلاً في العددِ 31، "هوذا تأتي أيَّامٌ أقطَعُ فيها ذِراعَكَ وذِراعَ بَيتِ أبيكَ". لقد رفضَ الرَّبُّ عائلةَ عالي وزحزحَهُمْ من خدمتهِ.

من ناحيةٍ أخرَى، سجَّلَ كاتبُنَا استجابةَ الرَّبِّ المُناقِضةَ لـصموئيلَ في 3: 1-4: 1أ. فأشارَ أوَّلاً إلى أنَّ الرَّبَّ نادرًا ما كانَ يتحدَّثُ من خلالِ أنبيائهِ في هَذاَ الوقتِ لكي يبيِّنَ مدى تميُّز أنَّ الرَّبَّ كانَ على وشكِ التحدُّثِمباشرةً إلى صموئيلَ. ثمَّ، بعدَ إيقاظهِ عدَّةَ مرَّاتٍ في الليلِ، أعلنَ الرَّبُّ في العددِ 11 أنَّهُ كانَ على وشكِ صُنعِ أمرٍ صادمٍ لدرجةِ أنَّ "كُلُّ مَنْ سمِعَ بهِ تطِنُّ أُذُناهُ". لقد أخبرَ صموئيلَ أنَّهُ لن يتهاونَ فيمَا بعدَ معَ خطايِا بيتِ عالي لكنَّهُ سوفَ يعاقبُهُمْ على شرِّهِمْ. في الصباحِ، أخبرَ صموئيلُ عاليَ بتهديدِ الرَّبِّ باللعناتِ ضدَّ عائلتهِ. والمفارقةُ هي أنَّ عاليَ نفسَهُ اعترفَ بأنَّ الرَّبَّ هو الذي بيدهِ الأمورِ وأنَّ له أنْ يفعلَ ما هو صوابٌ.

ثمَّ يختمُ كاتبُنَا هَذاَ التناقضَ، في 1 صموئيلَ 3: 19-20 بهَذهِ الكلماتِ:

وكبِرَ صَموئيلُ وكانَ الرَّبُّ معهُ، ولَمْ يَدَعْ شَيئًا مِنْ جميعِ كلامِهِ يَسقُطُ إلَى الأرضِ. وعَرَفَ جميعُ إسرائيلَ مِنْ دانَ إلَى بئرِ سبعٍ أنَّهُ قد اؤتُمِنَ صَموئيلُ نَبيًّا للرَّبِّ.

لاحظْ هُنَا أنَّ كاتبنَا توسَّعَ في تأييدهِ لصموئيلَ من 2: 21، 26. وكلَّمَا تقدَّمَ صَموئيلُ في العمرِ، "كانَ الرَّبُّ معهُ". ولأنَّ صَموئيلَ خدمَ الرَّبَّ بأمانةٍ في الهيكلِ، باركَهُ الرَّبُّ ورفعَهُ كنبيِّهِ في أعينِ كلِّ إسرائيلَ.