الحكمة النبويّة لسفر هوشععينة
النداء التحذيري الأول (هوشع 7: 1-16)
عبادةُ الأوثانِ كانتْ تعدِّيًا أساسيًّا للولاءِ الذي يطالبُ بهِ الرَّبُّ شعبَهُ، لأنَّها تمثِّلُ خضوعَ إسرائيلَ الخائنَ لآلهةِ الأممِ الأخرى الباطلةِ. بحسبِ 1 ملوكِ أسَّسَ يربعامُ الأوَّلُ عبادةَ 12: 28، العجلِ الذهبيِّ عندما أسَّسَ مملكةَ إسرائيلَ. وهوشعُ كان يعرفَ أنَّ هذا التمرُّدَ ضدَّ الرَّبِّ استمرَّ في التزايدِ عندما استمرَّ الإسرائيليُّونَ في خلطِ عبادتِهِم الخاصَّةِ بعبادةِ الأوثانِ الخاصَّةِ بأديانِ الكَنعانيِّينَ. كما تزايدتْ أيضًا عبادةُ الأوثانِ في كلِّ مرَّةٍ تحالفتْ فيها إسرائيلُ معَ أمَّةٍ أخرى لأنَّ التحالفاتِ الدوليَّةَ في العالمِ القديمِ كانتْ تتطلَّبُ الاعترافَ بآلهةِ الأممِ الأخرى.
عندما يلاحظُ القارئُ الحديثُ في سِفرِ هوشعَ أنَّهُ يُدينُ التحالفاتِ التي صَنَعَتها إسرائيلُ معَ الأممِ الأخرى، نتحيَّرُ نوعًا ما متسائلينَ ما الذي يحدثُ هنا. لأنَّنا عندما نفكِّرُ في تكوينِ تحالفاتٍ دوليَّةٍ، نفكِّرُ أنَّها أمرٌ جيِّدٌ. أعني، أنَّ هذا ما يقومُ بِهِ أحدُ البلادِ معَ بلدٍ آخرَ بهدفِ تأسيسِ السلامِ والأمانِ والقوَّةِ وسائرِ هذهِ الأمورِ. لذا، نحنُ نفكِّرُ في الأمرِ على أنَّهُ جيِّدٌ. لكنْ عليكَ أنْ تفهمَ أنَّهُ في أيَّامِ العهدِ القديمِ عندما كانتْ أمَّةٌ تقومُ بتحالفٍ معَ أمَّةٍ أخرى، هذا كان يتضمَّنُ أيضًا تكوينَ تحالفٍ بينَ آلِهَتهما، فتقبلُ الأمَّةُ آلهةً منَ الأمَّةِ الأخرى وهذهِ الأخيرةُ تقبلُ آلهةَ الأولى. وهكذا، عندما كانتْ إسرائيلُ، ويهوذا هنا، تقومُ بتحالفاتٍ معَ ممالكَ غريبةٍ، كانَ عليها واقعيًّا أنْ تقبلَ آلهةَ هذهِ الممالكِ. وكانَ هذا تمرُّدًا كبيرًا ضدَّ إلهِ إسرائيلَ، لأنَّ الرَّبَّ طلبَ الوفاءَ لهُ وحدَهُ منْ شعبهِ، وطلبَ منهمْ أنْ يعتمدوا عليهِ وحدَهُ. لكنْ ما أنْ قاموا بتحالفاتٍ معَ ممالكَ أخرى، كانَ هذا يعني أنَّ عليهِمْ على الأقلِّ أنْ يعترفوا ولو اسميًّا بآلهةِ المملكةِ الأخرى. بالإضافةِ إلى ذلكَ، فقدْ بدأوا فعليًّا في الاعتمادِ على هذهِ الآلهةِ والصلاةِ لهذهِ الآلهةِ.—د. ريتشارد برات، الابن
الكلمة
عن هذه الخطة
خدم النبي هوشع في وقت من أصعب أوقات تاريخ إسرائيل. وقد دعا الله هوشع، في وسط هذه الصراعات، ليتكلّم بالحكمة لشعبه. فماذا قال لهم هوشع؟ وما الذي نتعلّمه من حكمته اليوم؟
More
http://arabic.thirdmill.org/