الحكمة النبويّة لسفر هوشععينة

الحكمة النبويّة لسفر هوشع

يوم 10 من إجمالي 14

تكشف الرجاء (هوشع 10: 1-15)

بدأَ تركيزُ هوشعَ على تكشُّفِ القضاءِ من قِبَلِ الرَّبِّ معَ اثنتينِ منَ الدعاوى القضائيَّةِ للربِّ. الدعوى القضائيَّةُ المبكِّرةُ للرَّبِّ المتعلِّقةُ باجتياحِ أشورَ في 732 ق.م، حدثتْ عندما كانَ عزيَّا أو يوثامُ يحكمُ كملكٍ بارٍّ في يهوذا. وهكذا، في الجزءِ الافتتاحيِّ للقسمِ الثاني، نستمرُّ نجدُ كلماتٍ إيجابيَّةً عنْ يهوذا. في الواقعِ، الرَّبُّ أعلنَ عنْ تناقضٍ صارخٍ بينَ كلٍّ منْ مملكتي إسرائيلَ ويهوذا. في 4: 15 قالَ الرَّبُّ، "إنْ كُنتَ أنتَ زانيًا يا إسرائيلُ فلا يأثَمُ يَهوذا". في هذهِ الدعوى القضائيَّةِ المبكِّرةِ، الرَّبُّ يُحذِّرُ يهوذا ببساطةٍ ألاَّ تُصبحَ مثلَ المملكةِ الشماليَّةِ.

لكنَّنا لا نستطيعُ قَولَ نفسَ الأمرِ عنْ الدعوى القضائيَّةِ المتأخِّرةِ للرَّبِّ التي أُعلِنتْ لهوشعَ عندَ اقترابِ الاجتياحِ الأشوريِّ في عامِ 732 ق.م. في هذهِ المرحلةِ منْ خدمةِ هوشعَ، كانَ آحَازُ قدْ بدأَ يحكُمُ على يهوذا. وقدْ شجَّعَ آحَازُ عبادةَ الأوثانِ والظلمَ ووثَقَ في تحالفٍ معَ أشورَ وآلهةِ الأشوريِّينَ لكي يحصلَ على الحمايةِ منْ أعدائهِ. وهكذا، في 5: 5، أعلَنَ الرَّبُ قضاءَهٌ "فيَتَعَثَّرُ إسرائيلُ وأفرايِمُ في إثمِهِما، ويَتَعَثَّرُ يَهوذا أيضًا معهُما." وبالفعلِ، عانتْ يهوذا بطرقٍ متعدِّدةٍ عندما قامَ التحالفُ الأراميُّ-الإسرائيليُّ في هذا الوقتِ.

خاطبتْ إعلاناتُ هوشعَ المتعلِّقةُ بنداءاتِ الرَّبِّ التحذيريَّةِ أيضًا إلى الأحوالِ في يهوذا. في النداءِ التحذيريِّ الأوَّلِ، تنبَّأَ هوشعُ عنْ اجتياحِ أشورَ لإسرائيلَ في عامِ 722 ق.م. على أغلبِ الظنِّ، كانَ آحَازُ ما يزالُ ملكًا على يهوذا في هذا الوقتِ. وفي 5: 10 نقرأُ، "صارَتْ رؤَساءُ يَهوذا كناقِلي التُّخومِ". كثيرٌ منَ المفسِّرينَ يرونَ أنَّ هذا المقطعَ يشيرُ إلى محاولةِ آحَازَ لضمِّ أراضٍ إلى بنيامينَ انتقامًا من هجماتِ إسرائيلَ في أثناءِ التحالفِ الأراميِّ - الإسرائيليِّ. إنْ كانَ هذا التفسيرُ صحيحًا، تكونُ يهوذا قدْ انتهكتْ حقوقَ ميراثِ الأرضِ لإسرائيلَ بدلاً منَ البحثِ عن الشفاءِ لشعبِ الرَّبِّ. وكردٍّ، في الأعدادِ 10-14، هدَّدَ الرَّبُّ يهوذا قائلاً، ["فأسكُبُ علَيهِمْ سخَطي كالماءِ ... فأنا ...لِبَيتِ يَهوذا كالسّوسِ ... ولِبَيتِ يَهوذا كشِبلِ الأسَدِ. فإنّي أنا أفتَرِسُ وأمضي وآخُذُ ولا مُنقِذٌ."]. بهذهِ الكلماتِ، تنبَّأَ هوشعُ ببشاعةِ اجتياحِ سَنْحَارِيبَ الذي سوفَ يأتي على يهوذا في عامِ 701 ق.م. اتَّهَمَ أيضًا الرَّبُّ يهوذا بامتحانِ صبرِهِ في هذه المرحلةِ من خلالِ نفاقِهِمْ عندما سألَ يهوذا في 6: 4، "ماذا أصنَعُ بكَ يا يَهوذا؟ فإنَّ إحسانَكُمْ كسَحابِ الصُّبحِ، وكالنَّدَى الماضي باكِرًا". وقد هدَّدَ الرَّبُّ بالقضاءِ ضدَّ يهوذا في العددِ 11 عندما قالَ، "وأنتَ أيضًا يا يَهوذا قدْ أُعِدَّ لكَ حَصادٌ". "الحصادُ" كان يُشيرُ غالبًا إلى الاضطراباتِ الآتيةِ على يهوذا على يدِ الأشوريِّينَ.

والآنَ، لننظُرْ إلى ما قالَهُ الرَّبُّ عن يهوذا في نداءِهِ التحذيريِّ الثاني عندَ اقترابِ تدميرِ السامرةِ في 722 ق.م. كانَ هذا على الأرجحِ في الوقتِ الذي كانَ فيهِ آحَازُ وحَزَقِيَّا يحكمان معًا في يهوذا. في 8: 14، لاحظَ الرَّبُّ أنَّ "كثَّرَ يَهوذا مُدُنًا حَصينَةً." كإشارةٍ إلى جهودِ حَزَقِيَّا لتأمينِ يهوذا ضدَّ أشورَ. بكلِّ تأكيدٍ، بِناءُ الحصونِ ليسَ خطيَّةً في حدِّ ذاتِهِ. لكنَّ تحصيناتِ حَزَقِيَّا كانتْ رمزًا لتمرُّدِهِ ضدَّ الرَّبِّ لأنَّهُ، بالإضافةِ إلى تحصيناتِهِ، كان يسعى أيضًا إلى طلبِ الحمايةِ من خطرِ أشورَ منْ خلالِ تحالفٍ معَ مِصرَ وآلهةِ مِصرَ. وكنتيجةٍ، هدَّدَ الرَّبُّ بالقضاءِ في العددِ 14 قائلاً، "لكنِّي أُرسِلُ علَى مُدُنِهِ نارًا". وقد تحقَّقَ هذا التهديدُ عندما اجتاحَ سَنْحَارِيبُ يهوذا في عامِ 701 ق.م.

يوم 9يوم 11

عن هذه الخطة

الحكمة النبويّة لسفر هوشع

خدم النبي هوشع في وقت من أصعب أوقات تاريخ إسرائيل. وقد دعا الله هوشع، في وسط هذه الصراعات، ليتكلّم بالحكمة لشعبه. فماذا قال لهم هوشع؟ وما الذي نتعلّمه من حكمته اليوم؟

More

http://arabic.thirdmill.org/