الحكمة النبويّة لسفر هوشععينة
النداء التحذيري الثاني (هوشع 9: 1-17)
أُعلِنتْ نداءاتُ الرَّبِّ التحذيريَّةُ لهوشعَ في وقتٍ متأخِّرٍ عندما تنبَّأَ بالاجتياحِ الأشوريِّ في عامِ 722 ق.م. – الاجتياحُ الذي قادَ إلى سقوطِ السامرةِ. لذا، كما يجبُ أنْ نتوقَّعَ، كانتْ أقضيةُ الرَّبِّ ضدَّ خطايا إسرائيلَ أكثرَ شِدَّةٍ في هذهِ النبوَّاتِ. في النداءِ التحذيريِّ الأوَّلِ، 5: 9 يعلِنُ أنَّ إسرائيلَ "يَصيرُ ... خَرابًا". في العددِ 11، إسرائيلُ سيكونُ "مَظلومٌ مَسحوقُ القَضاءِ". بحسبِ العددِ 13، تحالـُفُ إسرائيلَ معَ أشورَ "لا يستطيعُ أنْ يَشفيَ" مشكلاتهمْ. وفي العددِ 14، يحذِّر الرَّبُّ منَ السبي منْ أرضِ الميعادِ قائلاً، "فإنّي أنا أفتَرِسُ وأمضي وآخُذُ ولا مُنقِذٌ". الآن، حتَّى وإن كانَ الرَّبُّ قدْ زادَ من تهديداتِهِ بالقضاءِ ضدَّ إسرائيلَ، في 7: 1، إلاَّ أنَّ الرَّبَّ أقرَّ أنَّهُ، حتَّى الآنَ، سوفَ يشفي إسرائيلَ. لكنَّ إسرائيلَ استمرَّتْ في التمرُّدِ ضدَّهُ. كما يقولُ العددُ 10، "هُم لا يَرجِعونَ إلَى الرَّبِّ إلهِهِمْ ولا يَطلُبونَهُ معَ كُلِّ هذا". لذلكَ، في العددِ 13، أعلَنَ الرَّبُّ "ويلٌ لهُمْ ... تبًّا لهُمْ". في نفسِ هذا العددِ، الرَّبُّ يؤكِّدُ "أنا أفديهِمْ" لكنَّهُم استمرُّوا في طُرُقِهِم الخاطئةِ. وكنتيجةٍ، يخبِرُنا العددُ 16 "يَسقُطُ رؤَساؤُهُمْ بالسَّيفِ".
النداءُ التحذيريُّ الثاني للرَّبِّ – الذي تمَّ استقبالُهُ في الأصلِ في وقتٍ أقربَ منْ اجتياحِ 722 ق.م. – يُعلِنُ في 8: 3 "فيَتبَعُهُ العَدوُّ" أي يتبعُ إسرائيلَ. الأعدادُ 6 و7 تُعلِنُ أنَّ "عِجلَ السّامِرَةِ يَصيرُ كِسَرًا ... ويَحصُدونَ [إسرائيل] الزَّوْبَعَةَ". ثمَّ العددُ 8 يقولُ إنَّهُ "قدْ ابتُلِعَ إسرائيلُ" منْ آشورَ. والعددُ 10 يُعلِنُ أنَّ قادةَ إسرائيلَ "يَنفَكّونَ قَليلًا مِنْ ثِقلِ مَلِكِ الرّؤَساءِ" أي أثقالِ آشورَ. وأكثرُ من ذلكَ، هوشعُ يشيُر إلى سبيٍ آشوريٍّ آتٍ في العددِ 13 بقولِهِ إنَّ إسرائيلَ "إلَى مِصرَ يَرجِعونَ. كما يقولُ الرَّبُّ في 9: 3، "لا يَسكُنونَ في أرضِ الرَّبِّ، بلْ يَرجِعُ أفرايِمُ إلَى مِصرَ، ويأكُلونَ النَّجِسَ في أشّورَ". ستكونُ هزيمةُ إسرائيلَ شديدةً حتَّى أنَّهُ في العددِ 6 يقولُ الرَّبُّ، "تجمَعُهُمْ مِصرُ. تدفِنُهُمْ...". وتنبَّأَ هوشعُ في العددِ 7 أنَّ سقوطَ السامرةِ قريبٌ جدًّا، "جاءَتْ أيّامُ العِقابِ. جاءَتْ أيّامُ الجَزاءِ".
الكلمة
عن هذه الخطة
خدم النبي هوشع في وقت من أصعب أوقات تاريخ إسرائيل. وقد دعا الله هوشع، في وسط هذه الصراعات، ليتكلّم بالحكمة لشعبه. فماذا قال لهم هوشع؟ وما الذي نتعلّمه من حكمته اليوم؟
More
http://arabic.thirdmill.org/