الحكمة النبويّة لسفر هوشععينة
غلاماً محبوباً (هوشع 12: 1-14)
النبوة الأطول والأخيرة عن يهوذا في سِفر هوشع، في الأصحاح 12: 2–6:
فللرَّبِّ خِصامٌ مع يَهوذا، وهو مُزمِعٌ أنْ يُعاقِبَ يعقوبَ بحَسَبِ طُرُقِهِ. بحَسَبِ أفعالِهِ يَرُدُّ علَيهِ. في البَطنِ قَبَضَ بعَقِبِ أخيهِ، وبقوَّتِهِ جاهَدَ مع اللهِ. جاهَدَ مع المَلاكِ وغَلَبَ. بَكَى واستَرحَمَهُ. وجَدَهُ في بَيتِ إيلَ وهناكَ تكلَّمَ معنا. والرَّبُّ إلهُ الجُنودِ يَهوَهُ اسمُهُ. وأنتَ فارجِعْ إلَى إلهِكَ. اِحفَظِ الرَّحمَةَ والحَقَّ، وانتَظِرْ إلهَكَ دائمًا.
في هَذاَ المقطعِ، يدعوُ الرَّبُّ يَهوذَا إلى التفكيرِ في تاريخِ حياةِ يعقوبَ في التكوينِ 25-36. سجَّلتْ نبوَّتُهُ كيفَ أنَّ يعقوبَ أخطأَ عندمَا قبضَ بعقبِ أخيِهِ. لكنَّ يعقوبَ أيضًا جاهدَ معَ اللهِ. ومعَ الملاكِ في فنوئيلَ. هُناكَ يعقوبُ بكىَ واسترحمَهُ، وغلبَ. ضمنيًّا، كانَ هُوشَعُ يدعو يَهوذَا إلى أنْ تبكي على الخطيَّةِ وتطلبُ نعمةَ الرَّبِّ. وماذَا كانتْ النتيجةُ ليعقوبَ؟ وجدَ الرَّبَّ في بيتِ إيلَ وتعلَّمَ مجدَّدًا أنَّ الرَّبَّ هوَ الرَّبُّ إلهُ الجنودِ، وهوَ لقبٌ إلهيٌّ يُشيرُ إلى أنَّ الرَّبَّ هوَ رأسُ الجيوشِ الملائكيَّةِ. لقدْ طبَّقَ هُوشَعُ قصَّةَ يعقوبَ على يَهوذَا. فيَهوذَا أيضًا يُمكنُ أنْ يحصلَ على نعمةِ الرَّبِّ، إلهُ الجيوشِ الملائكيَّةِ، في الوقتِ الذي كانَوا يواجهُونَ فيهِ أعداءَهُمْ، سواءٌ آشورَ أو بابلَ. إذًا "بمساعدةِ الرَّبِّ، " "رجعَوا" – أي تابَوا – "حفظَوا الرحمةَ والحقَّ، وانتظرَوا دائمًا... الرَّبَّ" فسَوفَ يرُونَ الرَّبَّ يتدخَّلُ نيابةً عنهِمْ بجيشهِ الملائكيِّ.
ليسَ منَ الصعبِ أنَ نرى لماذَا أدمجَ هُوشَعُ هَذهِ الكلماتِ عن يَهوذَا نحوَ نهايةِ سفرهِ. كمَا تذكرُونَ، إمَّا إنَّه قدْ كتبَ سِفرَهُ في الوقتِ الذي كانتْ يَهوذَا تتعرَّضُ فيِهِ للتهديدِ من قِبَلِ آشورَ، أي قبلِ اجتياحِ سَنحَاريِبَ في عامِ 701 ق.م. بوقتٍ قليلٍ. أو كتبَهُ حينَ كانَ يواجهُ يَهوذَا تهديدًا منْ بابلَ، بعدَ غزوِ سَنحَاريِبَ في عامِ 701 ق.م. – كمَا نعرفُ من إشعيَاءَ 39: 6. في كلتا الحالتِينِ، كانتْ يَهوذَا في احتياجٍ شديدٍ لمساعدةِ الرَّبِّ. وإنْ كانَوا يريدُونَ أنْ يرَوا الرَّبَّ يقودُ جيشَهُ الملائكيَّ ضدَّ أعدائهمْ، كانَ عليهِمْ أنْ يتجاوبوا بالاتِّضاعِ والتوبةِ. كانَ عليهِمْ أنْ يعترفوا بأنَّهُمْ كانوا مثلَ يعقوبَ في أعوامهِ الأولى، وإنَّ عليهمْ أنْ يصبحوا مثلَ يعقوبَ في أعوامهِ الأخيرةِ. ثمَّ، وفقطْ بعدَ هَذاَ، يُمكنُ ليَهوذَا أنْ تكونَ قناةً لبركاتِ الرَّبِّ في الأيَّامِ الأخيرةِ لمملكةِ إسرائيلَ الشماليَّةِ.
الكلمة
عن هذه الخطة
خدم النبي هوشع في وقت من أصعب أوقات تاريخ إسرائيل. وقد دعا الله هوشع، في وسط هذه الصراعات، ليتكلّم بالحكمة لشعبه. فماذا قال لهم هوشع؟ وما الذي نتعلّمه من حكمته اليوم؟
More
http://arabic.thirdmill.org/