لكي لا ينهار القادةعينة

لكي لا ينهار القادة

يوم 1 من إجمالي 8

الملاحظة والسؤال

نجد في خروج 18 حَمًا أقبل إلى جانب صهره ليبتهج بما قد فعله الله في حياته. وبعد فرحة التئام الشَّمل السَّعيد، بدأ يثرون بمراقبة موسى في خدمته وقيادته. وفي اليوم التالي أصبِح مُشيرًا موضوعيًّا، شريكًا صامتًا في حياة موسى. لنتمهَّلْ ونُلقِ نظرة على ما لاحظه يثرون: "وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ مُوسَى جَلَسَ لِيَقْضِيَ لِلشَّعْبِ. فَوَقَفَ الشَّعْبُ عِنْدَ مُوسَى مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الْمَسَاءِ. فَلَمَّا رَأَى حَمُو مُوسَى كُلَّ مَا هُوَ صَانِعٌ لِلشَّعْبِ، قَالَ: ’مَا هذَا الأَمْرُ الَّذِي أَنْتَ صَانِعٌ لِلشَّعْبِ؟ مَا بَالُكَ جَالِسًا وَحْدَكَ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ وَاقِفٌ عِنْدَكَ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الْمَسَاءِ؟‘" (خروج 18: 13 و14)

سؤال عظيم، يا يثرون. إنَّك تبدو أشبه بمُستشار عتيد! ما هذا الأمر الذي أنت صانع؟ وقد ورد السؤال في الترجمة التفسيريَّة هكذا: "ما هذا الذي تصنعه للشَّعب؟ ولماذا تجلس وحدك للقضاء، بينما يظلُّ جميع الشَّعب واقفًا لدَيك من الصَّباح إلى المساء؟"

هل لاحظتَ كيف يمكن أحيانًا لزائر يدخل وضعًا ما أن يُقدِّم تبصُّرًا لم يسبق أن خطر قطُّ في بال مَن كانوا على المسرح طوالَ سنين؟ شخصٌ ما يدخل من الشارع مُباشرةً ويجول في أنحاء المؤسَّسة، ويطرح سؤالاً بريئًا: "هل فكَّرتُم يومًا في القيام بكذا وكذا؟ إنَّ ذلك قد يُسرِّع العمليَّة، وربَّما يُوفِّر بعض الوقت والمال؟" فينظُر الجميع حوالَيهم بعضُهم إلى بعض، كأنَّهم يقولون: لماذا لم نُفكِّر في ذلك؟ وإذا أُتيح لشخصٍ ذي بصيرة وفِطرة سليمة جيِّدة أن يُراقب طريقة تأديتك لعملك، فمن المُرجَّح جدًا أن يُساعِدَك على إنجاز مَهامِّك بطريقة أفضل وأكثر إبداعًا. فإنَّك ما برِحتَ تقوم بذلك العمل زمانًا طويلاً حتَّى كوَّنتَ عاداتٍ تستنفِدُ الوقت وغير فعَّالةٍ البتَّة.

ذلك هو ما يحصل ليثرون. فهو يُشاهِد صهرَه يجلس للقضاء. ويرى صفوف الناس الطويلة ممتدَّةً خارجَ الخيمة، بانتظار الدخول لسماع حُكم موسى. وإذ يقف يثرون مُراقِبًا ذلك الحشْد البشريَّ ومُمسِّدًا لحيته، يخطر في باله سؤالان مُفعمان بالتبصُّر، سؤالان يطرحهما على صهره في أوَّل سانحة: "ما هذا الأمر الذي أنت صانع؟ و"لماذا تصنعُه وحدَك؟"

يتعلَّق سؤالُه الأوَّل بالأولويَّات. أما الثاني فيتعلَّق بالمُعاوِنين. "بداءةً، موسى، ماذا أنت فاعل بوقتك؟ أرى هؤلاء الأشخاص ينتظرونك من الصباح حتَّى المساء. ماذا أنت فاعل في مهمَّة كهذه؟ أهذا هو أفضلُ استخدامٍ لوقتك ومواهبك؟ فضلاً عن ذلك، لماذا تحمل الحِملَ وحدَك؟"

التطبيق

فيما تنظر إلى الأشهُر القليلة التالية من حياتك، اسأل نفسك ذَينك السؤالين. ماذا أنا فاعل بوقتي؟ ما هي أولويَّاتي؟ وثانيًا: لماذا أنا فاعل أُمورًا كثيرة جدًّا وحدي؟ لماذا لا أُلقي شيئًا من ذلك الحِمل على آخرين، مُدرِّبًا إيَّاهم كي يقوموا به لأجلي أو معي؟

يوم 2

عن هذه الخطة

لكي لا ينهار القادة

ينهار القادة حين يُحاوِلون أن يقوموا بأعمال تفوق الحدَّ وحدَهم، وحينَ يفوتُهم أن يأتوا بآخرين إلى العمل كي يُساعِدوهم في رفع الأحمال. إنَّ نظرةً عن كثب إلى الأصحاح الثامن عشر من سِفر الخروج ستُفيدك، بصرف النَّظر عن مهنتك أو عملك. فالدروس المُستفادة من هذه الحادثة في حياة موسى تنطبق على كلِّ واحد: رجُل الأعمال وسيِّدة الأعمال المؤمنين بالمسيح، أصحاب المِهَن المؤمنين، المعلِّمين والطُلاَّب المؤمنين، وجميعِ مَن يتولَّون مسؤوليَّاتٍ شتَّى.

More

نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://darmanhal.org