لكي لا ينهار القادةعينة

لكي لا ينهار القادة

يوم 6 من إجمالي 8

افصل "الجوهريِّ" عن "الإضافيِّ"

كلُّ مسؤوليَّة أو مهمَّة تستلزم هذين العُنصرَين الحاسِمَين. فالأُمور الجوهريَّة تشتمل على دعوتك، وهذه لا ينبغي لك أن تُفوِّضها إلى غيرك. بل عليك أن تؤدِّيها على أفضل ما تستطيع، مُستغرقًا أيَّ وقتٍ تحتاج إليه لتؤدِّيها حسنًا. إنَّما الجزء الإضافيُّ هو الذي يجلب علينا البلاء. فنحن نحبُّ أن نقوم بالمزيد. وهكذا نُضيفُ أُمورًا أكثر فأكثر حتَّى نصل أخيرًا إلى نُقطة الانهيار.

صحيح أنَّ في وسع بعضنا أن يُنجِزوا الكثير بغير مساعدة من أحد. ومرَّةً قال السِّير إدموند هيلاري، مُتسلِّق الجبال الشهير الذي كان أوَّل من قهَرَ جبل أڤرِست: "حتَّى قِمَّةُ أڤرِست ليست أبعَد من مُتناوَل رجُلٍ لا عَونَ له. ولكنَّ المخاطر هائلة."

أأنت على استعداد للمُخاطرة بالصِّحَّة والمهنة والعائلة وخدمة المستقبل كي تدفع نفسك إلى الحدِّ الأقصى؟ إنَّ جاي أُزوالد ساندَرز، في كتابه الجيِّد "القيادةُ الروحيَّة"، يُخصِّص فصلاً كاملاً لفنِّ التفويض. وفي رأيي أنَّ كلَّ مؤمن (أقائدًا كان أم لا) ينبغي أن يدرس ذلك الفصل. فاقرأ كلمات ساندَرز الحكيمة: "المبدأ هو أنَّ الله يتولَّى المسؤوليَّة لتمكين رجُلِه من إنجاز كلِّ مَهمَّة عيَّنها له. والآن، هناك بعض المَهامِّ المفروضة ذاتيًّا والتي يستطيع آخرون أن يقوموا بها أفضل منَّا، وينبغي لنا أن نتخلَّى عنها. ولكنْ حتَّى لو كانوا يقومون بها أسوأ، فما يزالُ علينا أن نتخلَّى عنها، وهذا امتحانٌ قاسٍ للكماليّ!"

حين تعرِف كيف تقوم بالعمل أفضلَ من أيِّ شخصٍ آخر، يصعب أن تُسلِّمه لشخصٍ ما زال يتعلَّم، مُعرَّضٍ لأنْ يُخفِقَ، يتعثَّر ويزلُّ أحيانًا بحيث يقتضي الأمر طاقم تنظيف في أعقابه. إلاَّ أنَّ ذلك هو الثَّمن الذي تدفعه، والأمرُ يستحقُّه جيِّدًا. فإمَّا ذلك وإمَّا الانهيار. ومشاكلنا الحقيقيَّة ميَّالة لأنْ تحصل لا في مجالنا الجوهريِّ بل في تلك المجالات الإضافيَّة التي نتولاَّها ونُحاوِل الاحتفاظ بها.

إذا كان في وسعك أن تتمتَّع بالعرَضيِّ دون أن تضرَّ الجوهريَّ، فذلك عظيم! اطلبْ من ربِّك أن يُعينَك لتعرف كيف تقول لا بنِعمة، كيف تُخمِد تلك النَّزعةَ إلى زيادةِ عمَلٍ أكثرَ فأكثر على برنامجك المُثقل أصلاً.

التطبيق

لا بدَّ أنَّه آنَ الأوانُ لأنْ تُقرِّر ما هو جوهريٌّ وما هو عرَضيٌّ. إنَّ الربَّ يسوع المسيح قادرٌ أن يُعطينا اتِّزانًا وقصدًا وانضِباطًا. لقد كان هو الفردَ الأكثر اتِّزانًا بين مَن عاشوا على الإطلاق. وهو مَن يُعطينا المشورة التي تأتي من خلال يثرون إلى موسى، ثُمَّ إلَينا: لا يسَعُك أن تقوم إلاَّ بقِسطٍ معلوم. ليس من شيءٍ روحيٍّ في ذبحة قلبيَّة، أو ما هو أسوأُ: في قبر قبلَ أوانه.

يوم 5يوم 7

عن هذه الخطة

لكي لا ينهار القادة

ينهار القادة حين يُحاوِلون أن يقوموا بأعمال تفوق الحدَّ وحدَهم، وحينَ يفوتُهم أن يأتوا بآخرين إلى العمل كي يُساعِدوهم في رفع الأحمال. إنَّ نظرةً عن كثب إلى الأصحاح الثامن عشر من سِفر الخروج ستُفيدك، بصرف النَّظر عن مهنتك أو عملك. فالدروس المُستفادة من هذه الحادثة في حياة موسى تنطبق على كلِّ واحد: رجُل الأعمال وسيِّدة الأعمال المؤمنين بالمسيح، أصحاب المِهَن المؤمنين، المعلِّمين والطُلاَّب المؤمنين، وجميعِ مَن يتولَّون مسؤوليَّاتٍ شتَّى.

More

نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://darmanhal.org