سفر أعمال الرسلعينة

سفر أعمال الرسل

يوم 19 من إجمالي 30

اليوم 19: المحتوى (أقصى الأرض)

يصف القسم الرئيسي الثالث من سفر أعمال الرسل كيف انتشر الإنجيل خارج حدود أرض الموعد، إلى أقصى الأرض، كما كانت معروفة في ذلك الوقت.

1) فينيقية، قبرص، وأنطاكية:

يهتم هذا القسم بأول انتشار هام للإنجيل خارج اليهودية والسامرة عندما امتد إلى الأراضي الأمميّة القريبة؛ فينيقية، قبرص، وأنطاكية في سورية. نقرأ في هذا الجزء من سفر أعمال الرسل عن خدمة بطرس في لُدَّةَ ويافا في أعمال الرسل 9: 32-43؛ خدمة بطرس لكرنيليوس الأممي في قيصرية في 10: 1-11: 18؛ امتداد الإنجيل إلى أنطاكيةِ سوريّة في 11: 19–30؛ ونجاة بطرس المعجزية من السجن في أورشليم في 12: 1-25.

وليس مدهشاً، استمر نمط النمو الداخلي والتوتر هنا أيضاً. وقد سجّل لوقا أمثلة كثيرة عن النمو الداخلي، على سبيل المثال: تم ضم الأمم إلى الكنيسة في أعمال الرسل 10. وتشجعت الكنيسة بنجاة بطرس المعجزية من السجن في أعمال الرسل 12.

وبالطبع، كانت هناك توترات ذات صلة أيضاً، مثل: تردد العديد من اليهود في قبول الأمميين في الكنيسة في أعمال الرسل 11. وقاوم العديد منهم تخفيف قيود العهد القديم الغذائية في أعمال الرسل 11. يؤكد لوقا في هذا الجزء أيضاً على نمط النمو الخارجي والمقاومة. على سبيل المثال، كتب لوقا عن النمو الخارجي من خلال: تحوُّل كرنيليوس وأمميين آخرين في أعمال الرسل 10. ونجاح الخدمة التبشيرية لبرنابا وللآخرين في أنطاكية في أعمال الرسل 11.

لكن لم يحدث هذا النمو دون مقاومة: تضمّن هذا الاضطهاد موت يعقوب في أعمال الرسل 12. سجن بطرس في أعمال الرسل 12.

لكن رغم التوتر والمقاومة، لم يتم عرقلة شهادة الإنجيل بشكل مطلق. حيث استمر الروح القدس في مباركة كرازة الكنيسة بالإنجيل والتلمذة. وتغلب على الانقسامات العرقية والاضطهاد، حتى إطلاق سراح بطرس من السجن بطريقة معجزية. وبغض النظر عن كل العراقيل التي ألقيت في طريقه، استمر الإنجيل في المضي قُدُماً.

2) قبرص، فيريجية، وغلاطية: 

انتقل لوقا في أعمال الرسل 13: 1-15: 35، إلى القسم الرابع الأساسي: انتشار الإنجيل في قبرص، فيريجية، وغلاطية. تحرك الإنجيل في هذا القسم بعيداً عن أورشليم، اليهودية والسامرة، ممتداً إلى الأجزاء الشرقية من آسيا الصغرى. ينقسم هذا الجزء من سفر أعمال الرسل إلى جزئين أساسيين: رحلة بولس التبشيرية الأولى في أعمال الرسل 13: 1-14: 28، ومجمع أورشليم في أعمال الرسل 15: 1-35.

حفاظاً على استراتيجيته، عكس لوقا نمط النمو الداخلي والتوتر في هذا القسم أيضاً. وقد أشار إلى النمو الداخلي من خلال أشياء مثل: تقوية بولس للكنائس في غلاطية في أعمال الرسل 14. وقرار مجمع أورشليم بعدم طلب الختان من الأمميين المتحولين إلى المسيح في أعمال الرسل 15.

وذكر لوقا أيضاً التوتر الداخلي في هذا القسم، خاصة عندما كتب عن الصعوبات العملية المتعلقة بالأمميين المتحوّلين. وقد تصاعد التوتر بين المؤمنين اليهود والمؤمنين الأمميين حول قضايا: الختان وقساوة النظام الغذائي اليهودي التقليدي في أعمال الرسل 15.

أما بالنسبة للنمو الخارجي والمقاومة، فقد ذكر لوقا عدة قضايا، مثل: نمو العدد الناتج عن رحلة بولس التبشيرية الأولى في أعمال الرسل 14. لكن ذكرنا سابقاً، كان هذا النمو مصحوباً بمقاومة شديدة، مثل: رفض اليهود غير المؤمنين بولس وبرنابا بشكل متكرر، خاصةً في لِسْتْرَةَ، إِيقُونِيَةَ وأنطاكية في أعمال الرسل 14. ومع هذا، استمر الروح القدس في دفع الكنيسة للأمام وفي التغلب على كل عقبة في طريق شعبه. وتابع الإنجيل الذي لا يمكن إيقافه في تحقيق مقاصد الله.

3) آسيا، مقدونية وأخائية: 

يمتد القسم الأساسي الخامس في سفر أعمال الرسل من 15: 36-21: 16، حيث امتدت شهادة الإنجيل إلى المقاطعات الرومانية في آسيا، مقدونية وأخائية. يركز هذا الجزء من سفر أعمال الرسل على رحلتي بولس التبشيرية الثانية والثالثة، حيث سافر بولس فيها عن طريق شرق آسيا الصغرى، كما فعل سابقاً، لكنه تابع إلى مقاطعة آسيا في غرب آسيا الصغرى، وعبر بحر إيجة حتى وصل إلى العديد من المدن في مقدونية وأخائية والتي هي اليونان اليوم.

سجّل لوقا رحلة بولس التبشيرية الثانية في أعمال الرسل 15: 36-18: 22، ورحلته التبشيرية الثالثة في 18: 23-21: 16. وفي هذا النمط الذي ينبغي أن يكون مألوفاً لنا الآن، تؤكد هذه الإصحاحات على العلاقة بين النمو الداخلي والتوتر. ونجد العديد من الأمثلة عن النمو الداخلي هنا، مثل: تعليمات أَكِيلاَ وَبِرِيسْكِلاَّ لأَبُلُّوسُ في أعمال الرسل 18. تعليم بولس الموسَّع في مجامع أفسس وفي مدرسة تِيرَانُّسُ في أعمال الرسل 19. وبالطبع، رافق هذا النمو الداخلي توتر كبير. على سبيل المثال: تشاجر بولس وبرنابا بخصوص مرقس وافترقا في أعمال الرسل 15. وحذر بولس الكنيسة من قادة الكنيسة ذوو الدوافع الشريرة في أعمال الرسل 20. ونقرأ أيضاً عن النمو الخارجي والمقاومة. على سبيل المثال، يتضح النمو الخارجي في العديد من المتحوّلين على يد بولس وفي الكنائس التي أسسها بولس في رحلاته التبشيرية الثانية والثالثة في أعمال الرسل 15-21. لكننا نرى أيضاً مقاومةً، مثل: الجموع الغاضبين الذين حاولوا قتل بولس، واليهود الغيوريون الذين تبعوا بولس من مدينة لأخرى في أعمال الرسل 17 و20.

أظهر لوقا، مرة أخرى، أن الإنجيل انتشر بشكل فعّال في جميع أنحاء العالم. وشكلت التوترات الداخلية والمقاومة الخارجية صعوبات مستمرة، لكنها لم تتمكن من إيقاف تقدم شهادة الإنجيل المدعومة بالروح القدس.

4) روما: 

يركز القسم الرئيسي الأخير من رواية لوقا على شهادة الإنجيل في روما في أعمال الرسل 21: 17-28: 31. يركز هذا القسم على رحلة بولس من أورشليم، ثم على إلقاء القبض عليه لاحقاً، سجنه ونقله إلى روما. تنقسم هذه المواد إلى أربعة أقسام كبيرة تقريباً: شهادة بولس الأخيرة في أورشليم في أعمال الرسل 21: 17-23: 11؛ سجن بولس في 23: 12-26: 32؛ رحلته الصعبة إلى روما في 27: 1-28: 14؛ وأخيراً شهادته في روما في 28: 15-31.

كما توقعنا، تحتوي هذه الإصحاحات على الأنماط المألوفة للنمو الداخلي والتوتر. ونجد العديد من الأدلة على النمو الداخلي، بما فيها أشياء مثل: فرح المؤمنين اليهود في أورشليم عند سماعهم عن إيمان الكثير من الأمميين في أعمال الرسل 21. واستعداد بولس والآخرين للمعاناة وحتى للموت من أجل نشر رسالة الإنجيل في أعمال الرسل 22.

لكننا نرى أيضاً أن النمو الداخلي مصحوبٌ بالتوتر، على سبيل المثال: الإشاعة بأن بولس علّم المؤمنين اليهود حتى يتخلوا عن تقاليدهم في أعمال الرسل 21. والتوتر المستمر الذي سببه وجوده في كنيسة أورشليم في أعمال الرسل 21.

ونجد أيضاً نمط النمو الخارجي والمقاومة. حيث سجل لوقا أن الكنيسة حققت خطوات كبيرة في النمو الخارجي خلال هذه الفترة. على سبيل المثال: تمكن بولس من توصيل رسالة الإنجيل إلى العديد من كبار المسؤولين في أعمال الرسل 23، 24، 25، 26، و28. وبشّر في روما بلا عائق، في أعمال الرسل 28. لكن أشار لوقا أيضاً إلى مقاومة شديدة صاحبت هذا النمو، بما في ذلك: إلقاء القبض على بولس وسجنه لمدة أربع سنوات بأمر الحكومة الرومانية في أعمال الرسل 24. وسجن بولس في روما في أعمال الرسل 28.

يبرهن كل قسمٍ رئيسي من سفر أعمال الرسل على أن شهادة الإنجيل الأمينة لم تفشل. فقد مكّنَ الروحُ القدس الكنيسةَ من نشر رسالة الإنجيل من أورشليم إلى عاصمة الإمبراطوريّة الرومانيّة ذاتَها. ورغم المصاعب الداخليّة والخارجيّة التي احتملتها الكنيسة، قاد الإنجيل، الذي لا يمكن إيقافه، الكنيسة نحو النضج الروحي والنمو العددي، وهي تقوم بنشر ملكوت الله إلى أقصى الأرض.

يوم 18يوم 20

عن هذه الخطة

سفر أعمال الرسل

إن سفر أعمال الرسل هو المجلد المصاحب لإنجيل لوقا. فهو  يسجل تأسيس الكنيسة الأولى تحت قيادة الرسل، ونشاط ونمو الكنيسة خلال منتصف  القرن الأول. في الكنيسة المعاصرة غالبا ما يلجأ المسيحيون إلى سفر  أعمال الرسل للتعرف على المسائل المتعلقة بالمواهب الكاريزماتية وللتحقيق  في أمور مختلفة تتعلق بإدارة الكنيسة وسلطانها. ويتحدث سفر أعمال الرسل عن  هذه الأمور بالتأكيد. ولكن ماذا كانت الفكرة الرئيسية للوقا حين كتب هذا  السفر؟ ما هي الصورة الأكبر التي حاول أن يقدمها للقرّاء لفهم هذه الأمور  الثانوية؟ ما هو الأمر الرئيسي الذي أراد أنه يتعلمه قرّاءه وأن يفعلوه؟ في هذه الخطة نتعرّف على عرض خلفية سفر أعمال الرسل ورسالته الرئيسية. كذلك نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر لسفر أعمال الرسل.

More

نود أن نشكر وزراء الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع:
http://arabic.thirdmill.org/seminary/course.asp/vs/ac