سفر أعمال الرسلعينة
اليوم 30: الكنيسة (الإعداد)
هناك العديد من الطرق التي أعدّ بها الرسل الكنيسة للاستمرار في إرسالية نشر ملكوت الله. سنتعرض ثلاثة اعتبارات: أولاً، سننظر إلى حقيقة أن الرسل علموا الكنيسة أن تبقى أمينة لتعاليم الرسل، والذي يتضمن شهادتهم الأمينة ليسوع. ثانياً، سنستكشف احتياطات الرسل لتعيين قادة للكنيسة مثل الشيوخ والشمامسة. وثالثاً، سنرى كيف أعّد الرسل الكنيسة لتتحمل الصعوبات التي ستأتي حتماً.
1) التعليم:
وصف بولس الرسول في أفسس 2 الكنيسة كالبناء، الذي بُني على المسيح كحجر الزاوية وعلى الرُسل والأنبياء كالأساس (أفسس 2: 19-20).
لم يفكر بولس الرسول فقط بأن الرسل هم القادة الأصليين للكنيسة، لكن بأن تعاليمهم هي أساس الكنيسة، وقاعدة معتقداتها (أفسس 3: 4-5). لهذا السبب حرص لوقا أن يُسلط الضوء في سفر أعمال الرسل على حقيقة أن الكنيسة كرست نفسها لتعاليم الرسل (أعمال الرسل 2: 42).
أراد لوقا أيضًا أن يعرف قرّاءه أنه حتى نكون أمناء للمسيح، وحتى يبارك الله جهودنا لنشر ملكوته، لابد أن تُبنى الكنيسة ليس فقط على المسيح كحجر الزاوية، لكن على أساس رُسُل وأنبياء الكنيسة الأولى أيضاً. لقد نقل الرسل تعاليم يسوع بشكل موثوق به وبسلطان. وهكذا، على المسيحيين في كل زمن أن يعلنوا، يحفظوا ويعيشوا حسب تعاليم الرسل.
وهذا صحيحٌ بالنسبة لكنيسة المسيح حتى في يومنا. إن الطريقة الأكثر وضوحاً التي يظهر فيها هذا صحيح هي أن العهد الجديد نفسه كُتِبَ بشكل رئيسي بواسطة الرسل. فيما حصلت الأسفار التي لم يكتبها الرسل – مثل سفر أعمال الرسل-على الموافقة الرسولية. وككنيسة المسيح اليوم، نبني حياتنا على كتابات العهد الجديد كمجموع لتعاليم الرسل.
2) القادة:
واجه الرسل حدوداً جسدية وزمنية منعتهم من إكمال إرساليتهم بأنفسهم. وكان جزء من الحل لهذه المشكلة هو تدريب قادة إضافيين في الكنيسة.
يجب أن نتوقف هنا وننوّه أن تقاليد مسيحية متنوعة فهمت إدارة الكنيسة الأولى ووظائفها بالعديد من الطرق. وتعترف بعض فروع الكنائس بثلاث وظائف: الأسقف، الشيخ، والشماس. بينما تعترف بعض الكنائس الأخرى باثنتين فقط: الشيخ، والشماس. ويتضمن البعض الآخر وظائف مثل: الرسول، المُرسَل، المُبشِر، وغيرها. نريد أن نؤكد على النقطة العامة بأن الرسل عيّنوا قادة إضافيين في الكنيسة ليؤكدوا أن الكنيسة ستكمل إرسالية الله.
في الواقع، بدأ الرسل بتعيين قادة إضافيين بسرعة لأنهم أدركوا على الفور أنهم لن يتمكنوا وحدهم حتى من إنجاز الخدمات المتعلقة بالكنيسة المحلية في أورشليم. ونرى هذا بوضوح في أعمال الرسل 6، حيث وضع الرُسل وظيفة الشماس ليؤكدوا أن الكنيسة ستلبي احتياجات أعضائها. وفي هذه الحالة، وجه الرسل الكنيسة لتعيّن رجالاً يكونوا مسؤولين عن خدمة توزيع الطعام يومياً. عين الرسل أيضاً شيوخاً، يُدعَون غالباً رعاة، ليرعوا ويقودوا الرعيّة المحلية المتنوعة في الكنيسة (أعمال الرسل 14: 23). لقد عيّن بولس ورسل آخرين هؤلاء القادة ليحلوا محلهم في أمور الخدمة. ولم يكن قصد الله أن يقوم الرسل بعمل كل شيء بأنفسهم. لقد أراد الله أن يؤسس الرسل كنيسته. لكنه أرادهم أيضاً أن يدربوا آخرين ليتسلموا قيادة الكنيسة من الرسل، أي قادة يستمروا في البناء على الأساس الذي وضعه الرسل، ناشرين ملكوت الله في مناطق وأزمنة لا يستطيع الرسل الوصول إليها.
3) الصعوبات:
لقد وصف لوقا عمل الرسل أنه عمل محفوف بالمصاعب، الأخطار والاضطهاد. وكثيراً ما كانوا يُسجنون ويُعذبون. حتى أن الرسول يعقوب قُتل على يد الملك هيرودس. لقد علم الرسل أن ما كان يحدث في حياتهم سيستمر في حياة المسيحيين الآخرين.
وفي حادثة مهمة، رُجِم بولس وتُرِك ليموت من قِبَل غير المؤمنين الغاضبين في مدينة لستره. وفي اليوم التالي هرب إلى مدينة دربة المجاورة. ولكنه عاد بعد ذلك بقليل إلى لسترة ومدن أخرى ليشجع المؤمنين. سجل لوقا هذه الكلمات في سياق هذه المحاولة لقتل بولس في أعمال الرسل 14: 21-22.
كذلك كتب العديد من الرسل أشياء مشابهة في رسائلهم للكنائس. حيث حذّر بطرس، يوحنا، وبولس الكنائس من أعداء الإيمان، ليعتمدوا على الأسفار المقدسة وتعليمهم، وأن يبقوا أمناء للمسيح.
ولم يكن قصد الرسل في كل هذا أن يُثبِطُوا همة الكنائس. بدلاً من ذلك، قصدوا أن يُعِدّوا الكنائس لتثق بالمسيح في مواجهة الصعوبات، أن يعتمدوا على مواهب الروح القدس ونعمته، وأن يستمروا في السعيّ لنشر إرسالية الله.
عن هذه الخطة
إن سفر أعمال الرسل هو المجلد المصاحب لإنجيل لوقا. فهو يسجل تأسيس الكنيسة الأولى تحت قيادة الرسل، ونشاط ونمو الكنيسة خلال منتصف القرن الأول. في الكنيسة المعاصرة غالبا ما يلجأ المسيحيون إلى سفر أعمال الرسل للتعرف على المسائل المتعلقة بالمواهب الكاريزماتية وللتحقيق في أمور مختلفة تتعلق بإدارة الكنيسة وسلطانها. ويتحدث سفر أعمال الرسل عن هذه الأمور بالتأكيد. ولكن ماذا كانت الفكرة الرئيسية للوقا حين كتب هذا السفر؟ ما هي الصورة الأكبر التي حاول أن يقدمها للقرّاء لفهم هذه الأمور الثانوية؟ ما هو الأمر الرئيسي الذي أراد أنه يتعلمه قرّاءه وأن يفعلوه؟ في هذه الخطة نتعرّف على عرض خلفية سفر أعمال الرسل ورسالته الرئيسية. كذلك نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر لسفر أعمال الرسل.
More
نود أن نشكر وزراء الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع:
http://arabic.thirdmill.org/seminary/course.asp/vs/ac