سفر أعمال الرسلعينة
اليوم 25: الروح القدس (بعد يوم الخمسين)
لقد عاد لوقا عدة مرات في سفر أعمال الرسل إلى العمل الفعال للروح القدس بعد يوم الخمسين. وللتوضيح، سنركز على ثلاث من هذه الفقرات. أولاً، سنتطرق إلى حدث حصل في مدينة غير مُسماة في السامرة. ثانياً: سنركز على حدث في قيصرية. وثالثاً: سنتأمل في إظهار الروح القدس في أفسس.
1) السامرة:
لقد سجل لوقا في أعمال الرسل 8: 14-17 عن مرة أخرى حل فيها الروح القدس على المؤمنين بطريقة خاصة. يحل الروح القدس على المؤمنين عادةً في سفر أعمال الرسل (كما في يومنا) عندما يأتون أولاً إلى الإيمان، وليس في وقت لاحق. ويُشبِه السيناريو هنا، من هذه الناحية، ما تم في يوم الخمسين: حيث قَبِلَ المؤمنون الروح القدس بعد تحولهم. لقد كان وقتاً خاصاً، عرضاً فعالاً لحلول الروح القدس. لماذا حل الروح القدس على السامريين بهذه الطريقة؟
في الواقع، إن أفضل تفسير لهذا الحلول الاستثنائي للروح القدس هو أنه ميّز المرة الأولى التي أتى فيها السامريين المتحولين إلى المسيحية في أعداد كبيرة. وكما تذكر، أرسل يسوع الرسل لينشروا ملكوت الله من أورشليم إلى اليهودية، السامرة، وإلى أقصى الأرض. لقد كانت أورشليم في اليهودية نقطة البداية في يوم الخمسين. لكن، كان السامريون من نسب مختلط، كونهم يهوداً وأمميين، ولم يعبدوا الرب طبقاً لتعاليم العهد القديم. ولهذا، عندما وصل الإنجيل إلى السامرة، فقد مثّل مرحلة جديدة، أي خطوة أساسيّة في تحقيق إرسالية يسوع لرسله. لقد كان أول انتشار أساسي للإنجيل عبر الحدود العرقية. وقد أعطى الروح القدس القوة لهؤلاء المؤمنين ليتكلموا بالألسنة حتى يشهدوا للرسل ولباقي الكنيسة أنه يمكن دمج السامرين في الكنيسة بشكل كامل.
2) قيصرية:
وكما حدث في المدينة غير المُسماة في السامرة، ميزت الحالة في قيصرية المرة الأولى التي عبر فيها الإنجيل حدوداً عرقية أخرى. وفي هذه الحالة، تحول الأمميين بأعداد كبيرة إلى المسيحية لأول مرة، وخاصةً، قائد المئة الروماني كرنيليوس وأهل بيته (أعمال الرسل 10: 44-47). مرة أخرى، يظهر التشابه بين هذا الحدث ويوم الخمسين: حيث ابتدأ المؤمنون يتكلمون بالألسنة. وقد علق بطرس أيضاً أن المؤمنين في قيصرية قبلوا الروح القدس كما نحن أيضاً، ربما للإشارة إلى حلول الروح القدس في يوم الخمسين.
حل الروح القدس على كرنيليوس وأهل بيته بهذه الطريقة المذهلة للإشارة إلى أن الباب قد فُتِح أخيراً للأمميين (أعمال الرسل 11: 4، 15، 18).
3) أفسس:
وصف لوقا في أعمال الرسل 19: 1-6 حلولاً فعالاً للروح القدس في أفسس، وهي مدينة هامة في آسيا الصغرى، وبعيدة عن اليهودية والسامرة. وكما رأينا، تتبع لوقا امتداد عمل الروح القدس من أورشليم، إلى السامرة، وإلى الأمم. الأمر غير العادي هنا، هو أن الذين قبلوا الروح القدس كانوا تلاميذ يوحنا المعمدان. وكان من المفترض، أن هؤلاء هم يهود تائبون قَبِلوا بشهادة يوحنا المعمدان قبل إعلان يوحنا أن يسوع كان هو المسيَّا المنتظر.
سلّط لوقا الضوء على هذا الحدث، لأنه أعطى نهاية لقضية سبق وأكّدها في بداية السفر: وهي العلاقة بين يوحنا المعمدان ويسوع. ستتذكر في أعمال الرسل 1: 5، أن يسوع قارن خدمته بخدمة يوحنا المعمدان بهذه الطريقة:
لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِالْمَاءِ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ لَيْسَ بَعْدَ هذِهِ الأَيَّامِ بِكَثِيرٍ. (أعمال الرسل 1: 5)
لقد أشارت قصة حلول الروح القدس على تلاميذ يوحنا في أفسس، بأن عمل المسيح في إحضار الروح القدس وصل مستوىً جديداً. حتى تلاميذ يوحنا كان عليهم أن يصبحوا أتباعاً للمسيح، وأن يقبلوا روح المسيح. ولم يكن أي شيء أقل من الإيمان بالمسيح كلياً والعيش بقوة الروح القدس، منسجمٌ مع مشيئة الله.
عن هذه الخطة
إن سفر أعمال الرسل هو المجلد المصاحب لإنجيل لوقا. فهو يسجل تأسيس الكنيسة الأولى تحت قيادة الرسل، ونشاط ونمو الكنيسة خلال منتصف القرن الأول. في الكنيسة المعاصرة غالبا ما يلجأ المسيحيون إلى سفر أعمال الرسل للتعرف على المسائل المتعلقة بالمواهب الكاريزماتية وللتحقيق في أمور مختلفة تتعلق بإدارة الكنيسة وسلطانها. ويتحدث سفر أعمال الرسل عن هذه الأمور بالتأكيد. ولكن ماذا كانت الفكرة الرئيسية للوقا حين كتب هذا السفر؟ ما هي الصورة الأكبر التي حاول أن يقدمها للقرّاء لفهم هذه الأمور الثانوية؟ ما هو الأمر الرئيسي الذي أراد أنه يتعلمه قرّاءه وأن يفعلوه؟ في هذه الخطة نتعرّف على عرض خلفية سفر أعمال الرسل ورسالته الرئيسية. كذلك نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر لسفر أعمال الرسل.
More
نود أن نشكر وزراء الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع:
http://arabic.thirdmill.org/seminary/course.asp/vs/ac