سفر أعمال الرسلعينة
اليوم 22: التطبيق المعاصر (التواصل)
يمكننا تلخيص نقاط التواصل بين المسيحيين في كلا الزمنين بالقول إن لنا نفس الإله الثالوثي، الكائن في أقانيم الآب، الابن، والروح القدس؛ نفس الهدف وهو بناء ملكوت الله في المسيح؛ ونفس الإنجيل، أي نفس رسالة الخلاص والفداء التي تتطلب أن نستجيب لها بإيمان، توبة وطاعة.
1) نفس الإله:
يذكرنا سجل لوقا لتاريخ الخلاص أننا نخدم ونشهد لنفس الرب يسوع المسيح، الذي خدمه الرسل والكنيسة الأولى. كل مسيحي أعطي القوة من نفس الروح القدس الذي كان حاضراً في القرن الأول. ونحن نفعل كل شيء من أجل مجد وكرامة نفس الآب. إن إلهنا الثالوثي لم يتغير.
لقد عمل الله من خلال الإنجيل بطرق عظيمة في القرن الأول، وهو ما يزال يفعل هذا اليوم. وإذا بدا الله بعيداً عن حياتك الشخصية، حياة كنيستك، أو حياة طائفتك، فإن الأشياء ليست كما ينبغي أن تكون. إذا لم نرى الله يعمل، آتياً بالخلاص للضالين وبانياً كنيسته، علينا أن نتجه لله بتوبة وإيمان، ونسأله أن يكمل عمل النعمة الخلاصي في حياتنا وكنائسنا.
2) نفس الهدف:
بالإضافة إلى وجود نفس الإله، إن للمسيحيين اليوم نفس الهدف الذي كان للكنيسة في سفر أعمال الرسل. كان غرض الله، في سفر أعمال الرسل، بناء ملكوته في المسيح من خلال الرسل. وقد عمل الرسل لتحقيق هذا الهدف من خلال رعاية الكنيسة وزيادة عدد المؤمنين فيها بواسطة الإنجيل. لكنهم كانوا يعلمون أيضاً أن امتداد ملكوت الله ليشمل كل الأرض، سيحتاج أكثر من اثنا عشر شخصاً يعملون لبضع سنوات، ولهذا أعدوا الكنيسة للعمل معهم، ولتكمّل الطريق بعد موتهم. يمكننا القول إنه كما كلف يسوع الرسل ببناء ملكوته، كلف الرسل الكنيسة أيضاً بهذه المهمة.
بالطبع، لن تنتهي مهمة بناء الملكوت حتى يعود المسيح ثانية في المجد. وهكذا، ما زال هدف الكنيسة الحديثة بأن تتوافق مع إرسالية الله في بناء ملكوته في المسيح، لجعل العالم بأسره وكل الحياة تحت قيادته. إن إحدى الطرق الأساسية لتحقيق هذا الهدف هي بالاعتماد على تعاليم الرسل عن الخلاص، السلوكيات، صفة التقوى، العلاقات، الكرازة وكل أمر آخر في الحياة. في نهاية الأمر، إذا أردنا إكرام وإطاعة المسيح، على الكنيسة أن تخضع لشهادة الرسل ذات السلطة.
على سبيل المثال، حرص لوقا على تسجيل الطرق المختلفة التي نشر بها الرسل ملكوت الله عبر العديد من الثقافات والمواقف. وباتباع مثالهم، يمكننا استخدام وسائل مشابهة لتحقيق هدف الملكوت في يومنا. نعم، نحن نحتاج للقيام ببعض التعديلات في ضوء الانقطاعات بين العصر الحديث والعالم القديم. لكن، بما أننا نسعى للخضوع لإرسالية الله المُعلَنة بدلاً من السعي لأهداف شخصية، تظل الأهداف والمبادئ ورائها ثابتة في كل الأجيال.
3) نفس الإنجيل:
مهما تغير العالم، يبقى شيء واحد ثابتاً: سقط البشر بالخطية وتمردوا على الله وابتعدوا عنه، وهم في أشد الحاجة للفداء. كلنا بحاجة لنفس الخلاص. وهذا الخلاص ممكن في المسيح، الذي يغفر خطايانا ويأتي بنا إلى ملكوته. هذه هي رسالة الإنجيل التي علّمها الرسل في القرن الأول. وهي رسالة الإنجيل التي أعلنها لوقا في سفر أعمال الرسل. كما أنها رسالة الإنجيل التي ينبغي قبولها والخضوع لها اليوم. وهذه الرسالة بسيطة جداً. كما قال بولس وسيلا لسجان فيلبي في أعمال الرسل 16: 31:
آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ. (أعمال الرسل 16: 31)
إن لهذه الرسالة البسيطة مضامين عميقة. إنها تشمل كل جوانب حياتنا الفردية والمشتركة، وتتحدانا لنتغير، ونصبح شهوداً للإنجيل في العالم أجمع. يبقى الإنجيل على حاله بالنسبة لجميع الناس في كل الأماكن والأزمنة. كل الناس مدعوون للتوبة عن خطاياهم وتمردهم، وللثقة بالمسيح. يجب أن يخضع كل الناس لقيادته وبناء ملكوته. ويجب أن تصل هذه الرسالة إلى كل شخص في يومنا، كما تم إعلانها في جميع أنحاء العالم منذ أيام الرسل. إن الدعوة للطاعة موجهة لليهود وللأمم، الأغنياء والفقراء، الرجال والنساء، المُكرمين والمحتقرين. إنها تتغلب على أيّة مقاومة أو عوائق، لأنها كلمة المسيح الملك، لمجد أبيه، ممكّنة بالروح القدس. وكما يعلّم سفر أعمال الرسل، لا تجارب، لا توتر، ولا مقاومة، قوية بما فيه الكفاية لمقاومة نمو وانتشار رسالة الفداء. لهذا يجب على مسيحييّ هذا العصر أن يتمتعوا بالجرأة والثقة عند إعلان وتأكيد رسالة إنجيل الرسل، ويدعو الجميع للتوبة والإيمان بالمسيح، والانضمام لهم كمواطنين أوفياء في ملكوت الله.
عن هذه الخطة
إن سفر أعمال الرسل هو المجلد المصاحب لإنجيل لوقا. فهو يسجل تأسيس الكنيسة الأولى تحت قيادة الرسل، ونشاط ونمو الكنيسة خلال منتصف القرن الأول. في الكنيسة المعاصرة غالبا ما يلجأ المسيحيون إلى سفر أعمال الرسل للتعرف على المسائل المتعلقة بالمواهب الكاريزماتية وللتحقيق في أمور مختلفة تتعلق بإدارة الكنيسة وسلطانها. ويتحدث سفر أعمال الرسل عن هذه الأمور بالتأكيد. ولكن ماذا كانت الفكرة الرئيسية للوقا حين كتب هذا السفر؟ ما هي الصورة الأكبر التي حاول أن يقدمها للقرّاء لفهم هذه الأمور الثانوية؟ ما هو الأمر الرئيسي الذي أراد أنه يتعلمه قرّاءه وأن يفعلوه؟ في هذه الخطة نتعرّف على عرض خلفية سفر أعمال الرسل ورسالته الرئيسية. كذلك نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر لسفر أعمال الرسل.
More
نود أن نشكر وزراء الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع:
http://arabic.thirdmill.org/seminary/course.asp/vs/ac