سفر أعمال الرسلعينة
اليوم 9: الخلفية اللاهوتية (إسرائيل)
هناك طرق لا حَصْرَ لها اعتمد فيها لوقا على تاريخ إسرائيل، عندما كتب سفر أعمال الرسل. وحتى نوضّح ذلك، سنركز على ثلاثة أحداث من تاريخ إسرائيل: اختيار الله لإبراهيم، الخروج من مصر تحت قيادة موسى، وتأسيس بيت داود. تأمل أولاً كيف أثر اختيار الله لإبراهيم على التاريخ من وجهة نظر لوقا.
يسجل تكوين 12: 1-3 اختيار الله لإبراهيم ليكون أبا لأمة عظيمة. يشكل هذا التركيز الثنائي لاختيار الله لإبراهيم الأساس للكثير من أفكار لوقا في سفر أعمال الرسل. فمن ناحية، وصف لوقا مراراً كيف أن بركة الخلاص في المسيح كانت لليهود، الذين هم أنسال إبراهيم، محققةً وعود الله لرئيس الآباء.
لكن من الناحية الأخرى، ركز لوقا أيضاً على كيف أوصل اليهود المؤمنين إنجيل المسيح إلى الأمم. ومرةً تِلوَ الأخرى، وصف لوقا في سفر أعمال الرسل أن يهوداً مثل فيلبس، بطرس، بولس، وبرنابا أوصلوا رسالة الخلاص للأمم. وهذا يحقق وعود الله لإبراهيم أيضاً.
ثانياً تُظهِر وجهة نظر لوقا في سفر أعمال الرسل، فهمه للعلاقة بين موسى والكنيسة المسيحية. كنبي الله، قاد موسى شعب إسرائيل من العبودية في مصر، قدّم لهم ناموس الله، وجعلهم مسؤولين أمامه. وبنفس الناموس، تنبأ موسى بأن الله سيرسل يوماً ما نبياً آخر مثله ليخلص شعبه من عبودية الخطية. وكما أشار لوقا في سفر أعمال الرسل، إن هذا النبي الذي يشبه موسى هو يسوع (أعمال الرسل 7: 37-39).
ثالثاً، تأثر لوقا بوصف العهد القديم لبيت داود. ومن الصعب تخيُّل أن يكون أي موضوع من مواضيع العهد القديم أكثر أهمية، بالنسبة للوقا، من تأسيس بيت داود على أنه البيت الدائم الذي سيسود على إسرائيل.
مع نمو إسرائيل لتصبح إمبراطورية في العهد القديم، اختار الله عائلة داود كالبيت الدائم لقيادة شعبه. لكنّ العهد القديم تنبأ أيضاً باليوم الذي سيقوم فيه بيت داود بنشر حكم الله من إسرائيل إلى العالم أجمع (مزمور 72: 8، 17). اعتمد لوقا في سفر أعمال الرسل على رجائه في بيت داود. فقد فهم أن يسوع هو ابن داود، أي الحاكم المَلَكي في ملكوت الله، الذي بسط سيادته من أورشليم إلى نهاية الأرض بواسطة الكنيسة (أعمال الرسل 15: 14-18).
أراد لوقا أن يفهم قراؤه أن يسوع هو وريث الوعود لإبراهيم، النبي الذي هو مثل موسى، وآخر الملوك الداوديين أو آخر ملوك بيت داود. وقد صعد يسوع إلى عرشه وسيطر على العالم من خلال إعلان الإنجيل ونمو الكنيسة، وبَسَطَ ملكوت الخلاص من أورشليم إلى أقصى الأرض، تماماً كما تنبأ العهد القديم.
عن هذه الخطة
إن سفر أعمال الرسل هو المجلد المصاحب لإنجيل لوقا. فهو يسجل تأسيس الكنيسة الأولى تحت قيادة الرسل، ونشاط ونمو الكنيسة خلال منتصف القرن الأول. في الكنيسة المعاصرة غالبا ما يلجأ المسيحيون إلى سفر أعمال الرسل للتعرف على المسائل المتعلقة بالمواهب الكاريزماتية وللتحقيق في أمور مختلفة تتعلق بإدارة الكنيسة وسلطانها. ويتحدث سفر أعمال الرسل عن هذه الأمور بالتأكيد. ولكن ماذا كانت الفكرة الرئيسية للوقا حين كتب هذا السفر؟ ما هي الصورة الأكبر التي حاول أن يقدمها للقرّاء لفهم هذه الأمور الثانوية؟ ما هو الأمر الرئيسي الذي أراد أنه يتعلمه قرّاءه وأن يفعلوه؟ في هذه الخطة نتعرّف على عرض خلفية سفر أعمال الرسل ورسالته الرئيسية. كذلك نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر لسفر أعمال الرسل.
More
نود أن نشكر وزراء الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع:
http://arabic.thirdmill.org/seminary/course.asp/vs/ac