سفر أعمال الرسلعينة

سفر أعمال الرسل

يوم 10 من إجمالي 30

اليوم 10: الخلفية اللاهوتية (ملكوت الله)

كيف أسهم ملكوت الله المُنتَظَر في بناء الخلفية اللاهوتية لسفر أعمال الرسل؟

1) اللاهوت اليهودي: 

بعد كتابة آخر أسفار العهد القديم في القرن الخامس قبل الميلاد، دخلت إسرائيل في فترة من الظلمة الروحية. فقد عاش الغالبية العظمى من الإسرائيليين خارج أرض الموعد لمئات السنين، بينما عانى أولئك الذين بقوا في الأرض من طغيان الحكام الأمميين. حيث كان الكلدانيين في البداية، ثم مادي وفارس، ثم اليونانيين، وأخيراً الرومانيين. وكنتيجة لهذا التاريخ الطويل من المعاناة، أصبح الرجاء في أن يُرسل الله المسيّا المحرِّر إلى إسرائيل، من أكثر الأفكار سيطرةً في اللاهوت اليهودي.

اتَخَذَ الرجاء اليهودي في المسيّا عدة اتجاهات. فقد اعتقد الغيوريون على سبيل المثال أن الله أراد إسرائيل أن تبدأ عهد المسيّا بالتمرّد ضد السلطات الرومانية. في حين آمن عدة مجموعات رؤيويّة أن الله سيتدخّل ليدمر أعداءه ويقيم شعبه كمنتصرين. ويوجد أيضاً فِرَقُ الناموسيين مثل الفريسيين والصدوقيين الذين آمنوا أن الله لن يتدخل حتى تطيع إسرائيل الناموس.

ذكر لوقا في عدة أماكن في سفر أعمال الرسل أن عدة يهود رفضوا وجهة نظر المسيحيين عن ملكوت الله المنتَظَر. ورغم آمال اليهود المختلفة عن المسيّا، رأى لوقا أن تحولاً كبيراً حدث في اللاهوت اليهودي من خلال خدمة يوحنا المعمدان.

2) يوحنا المعمدان: 

يشير كلاً من إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل إلى أن يوحنا المعمدان دعا للتوبة الحقيقية، وأعلن الخبر السار بأن المسيّا على وشك تحقيق ملكوت الله على الأرض. وأكثر من هذا، أكّد يوحنا أن يسوع هو ذلك المسيّا (لوقا 3: 16-17).

أعلن يوحنا المعمدان أن المسيّا سيأتي بالبركة العظيمة وطهارة الروح القدس، بما في ذلك الدينونة. لكن كان لديه الانطباع الخاطئ بأن المسيّا سيقوم بكل هذا في وقت واحد.

لم يتنبأ يوحنا بأن المسيّا سيأتي بالخلاص والدينونة للعالم على مراحل. وفي وقت لاحق، أصبح يوحنا في حيرة من حقيقةِ أن يسوع لم يفعل بعد كل الأشياء التي توقع اللاهوتيين اليهود أن يفعلها المسيّا. وكان يوحنا مضطرباً للغاية حتى أنه أرسل رُسلا ليسألوا يسوع إذا كان هو المسيّا فعلاً (لوقا 7: 20-23).

أشار يسوع، في إجابته لسؤال يوحنا المعمدان، إلى عدد من النبوءات المتعلقة بالمسيّا في سفر إشعياء. وقد فعل هذا ليؤكد ليوحنا أنه سيحقق التوقعات المختلفة لنبوءات العهد القديم المتعلقة بالمسيّا، رغم أنه لم يحققها كلها بعد. وشجّع يسوع يوحنا المعمدان حتى لا يَعثُر بسبب الطريقة التي كان يَظهَر بها عمله المسيّاني.

باختصار، بدت خدمة يسوع المسيّانية مختلفة جداً عما هو متوقَّع. وبحثت الآمال اليهودية المتعلقة بالمسيّا، عن مملكة سياسية أرضية فورية تحت حكم المسيّا، مماثلة للمملكة التي حكمها داود قبل قرون. لكن لم يحاول يسوع إنشاء مملكة كهذه خلال خدمته على الأرض.

يوم 9يوم 11

عن هذه الخطة

سفر أعمال الرسل

إن سفر أعمال الرسل هو المجلد المصاحب لإنجيل لوقا. فهو  يسجل تأسيس الكنيسة الأولى تحت قيادة الرسل، ونشاط ونمو الكنيسة خلال منتصف  القرن الأول. في الكنيسة المعاصرة غالبا ما يلجأ المسيحيون إلى سفر  أعمال الرسل للتعرف على المسائل المتعلقة بالمواهب الكاريزماتية وللتحقيق  في أمور مختلفة تتعلق بإدارة الكنيسة وسلطانها. ويتحدث سفر أعمال الرسل عن  هذه الأمور بالتأكيد. ولكن ماذا كانت الفكرة الرئيسية للوقا حين كتب هذا  السفر؟ ما هي الصورة الأكبر التي حاول أن يقدمها للقرّاء لفهم هذه الأمور  الثانوية؟ ما هو الأمر الرئيسي الذي أراد أنه يتعلمه قرّاءه وأن يفعلوه؟ في هذه الخطة نتعرّف على عرض خلفية سفر أعمال الرسل ورسالته الرئيسية. كذلك نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر لسفر أعمال الرسل.

More

نود أن نشكر وزراء الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع:
http://arabic.thirdmill.org/seminary/course.asp/vs/ac