سفر الرؤياعينة

سفر الرؤيا

يوم 23 من إجمالي 30

اليوم 23: الملكية (ملكية المسيح)

قد يبدو غريباً أن نفكر بيسوع كالملك الخادم بدل الملك السيد على كل الكون. طبعاً، يسوع هو الابن الإلهي، ولكونه ابن الله وكلمته هو شريك الله في الخلق والسيد على كل ما هو موجود. ونقرّ بقوة أن يسوع هو إله كامل، لكن من المهم أن نتذكر أن يسوع ليس إلهاً فقط. فهو إنسان كامل. ولكونه المسيح في تجسده البشري، هو يجلس على العرش البشري لأبيه داود، الذي شغل وظيفة الملك البشرية على أمة الله التابعة، أي إسرائيل القديمة. بهذا المعنى، فإن ملكية يسوع المسيح هي وظيفة بشرية. وبالتالي، يسوع هو خادم الله، كما كان داود في العهد القديم.

اسم المسيح هو لقب يشير مباشرة إلى وظيفة داود الملكية. وكلمة المسيح تشير ببساطة إلى الممسوح. وهو تعبير استخدم غالباً في العهد القديم للإشارة إلى الملوك من سلالة داود لأنهم مسحوا عند توليهم منصبهم الملكي. ونجد ذلك في أماكن مثل ٢ أخبار ٦: ٤٢، والمزمور ٢:٢ و٦، والمزمور ١٨: ٥٠، والمزمور ٢٠: ٦ و٩ والمزمور ٤٥: ١-٢. ولهذا السبب دُعي يسوع بمسيح الله في مواضع مثل الرؤيا ١١: ١٥ و١٢: ١٠. فهو الشخص الممسوح من الله، ملكه الخادم.

كحفيد داود العظيم، تمّم يسوع كل نواحي العهد الجديد التي أنبئ عنها في العهد القديم. ففيه ظهر إحسان الله الأسمى. وقد حفظ يسوع كل متطلبات الولاء نيابة عنا. وقد عانى من نتائج مخالفتنا العهد عندما مات نيابة عنا. وقد نال نتائج بركات العهد عندما قام من الموت وصعد إلى السماء.

وقد ضمن يسوع مكانه في السماء كملك الله البشري الخادم بموته على الصليب وقيامته من بين الأموات. وبموته أبطل كل سلطة للخطية تقود الى دينونة وهلاك شعب الله. وكما نقرأ في الرؤيا ١٢: ١٠-١١:

الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَاراً وَلَيْلاً. وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ.

وبفضل ذبيحة المسيح على الصليب، غُلب الشيطان. وصار للمسيح الآن سلطان في ملكوت الله، بحيث ينال شعبه خلاصه.

وقد أحرزت طاعة يسوع له مكافأة القيامة من الموت ومركز سلطة أعلى بكثير من أي سلطة مخلوقة، سواء بشرية، أو ملائكية أو شيطانية. وكما قال بعد قيامته في متى ٢٨: ١٨-١٩:

دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ.

طبعاً، كان لابن الله دائماً السلطان لكونه وارث الله أبيه في كل شيء. فهو امتلك دائماً ذاك السلطان. وبعدما قام من الموت، صرّح يسوع لتلاميذه بذلك مذكراً لهم لكي ينشروا رسالته مزوّدين بسلطانه، وليفهموا أن الله أعطاه السلطان على كل الشعوب، وأنه أصبح مَلِك الآب على كل السماوات والأرض.

بعد قيامته، عندما صعد يسوع إلى السماء، تربع على العرش كملك. ويوضح العهد الجديد ذلك في مقاطع مثل العبرانيين ١: ٣، ١٠: ١٢، ١٢: ٢ عندما يقول عن يسوع إنه جلس عن يمين عرش الله الآب. وهذه اللغة المجازية تشير إلى أن الآب هو الملك الأعلى أو السيد، ويسوع ابنه هو الملك الخادم الذي يخدمه ويمثّله بين البشر. يسوع هو الملك النهائي على بيت داود، وعلى كل الممالك البشرية الأخرى على الأرض. ومن خلاله سيتجدّد العالم بأسره. ومنذ تربعه على العرش، ملك يسوع كملك على الكنيسة. وقد بسط ملكوته من خلال إيصاله الخلاص إلى أقاصي الأرض.

في تناقضٍ صارخٍ مع الملوك البشريين، أرسل الله ابنه كالملك الخادم الكامل ليقتني فدائنا على حساب الصليب. وقد برهن عن ولائه في حياته الأرضية وتحمّل على الصليب نتائج عدم ولائنا. فبذل حياته ليشتري لنا الغفران والولاء، وما زال مستمرًا في الدفاع عنا وحمايتنا. وينبغي علينا أن نتجاوب مع حكمه الرؤوف بمحبةٍ وقورةٍ نعبّر عنها بطاعة مخلصة لملكنا وإلهنا صاحب الإحسان. 

يوم 22يوم 24

عن هذه الخطة

سفر الرؤيا

 يمكن لسفر الرؤيا أن يكون ممتعاً ومربكاً في نفس الوقت. فهو ممتع لأنه يسجل  رؤى دراميّة عن دور المسيح والكنيسة في تاريخ العالم. لكنه أيضاً مربكاً  لأني الصور المجازيّة الخاصة به غريبة جداً عن القرّاء المعاصرين. ورغم  ذلك، فإن الرسالة العامة واضحة: يسوع الملك سيعود بانتصار. 

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: 

http://arabic.thirdmill.org/seminary/course.asp/vs/rev