الردّ على سوء المعاملةعينة

اظهار الرحمة

قبلَ سنواتٍ عِدّة، قُتلَ الاِبنُ الوحيدُ لأبٍ مسيحيٍّ كُوريٍّ على يَدِ شابٍّ شرّير. وفيما كان القاضي على وَشكِ إصدارِ الحُكمِ على القاتل، طلبَ والدُ الاِبنِ الذي لَقِيَ حَتْفَهُ الإذنَ بالكلام، وقالَ إنّ تنفيذَ الحُكمِ لن يُعيدَ إليهِ ابنَه المقتول. ثُمَّ طلبَ من القاضي السماحَ لَهُ بِتَبنّي الشابِّ الذي قتلَ ابنَه، بما أنّه صارَ بِلا وَلَد. سادَ الصمتُ في قاعةِ المحكمةِ عَقِبَ هذا الطلبِ غيرِ الاِعتياديّ، وفي النهايةِ وافقَ القاضي على الطلب، وانتشرت قصّةُ ما صنعَهُ هذا الأبُ في أنحاءِ كوريا كلِّها.

كيف استطاع الأبُ الكوريُّ أن يفعلَ شيئًا متطرّفًا إلى هذا الحدّ؟ كيف استطاع التغاضيَ عن الشرِّ في حياةِ القاتل ومنحه المحبّةَ والفرصةَ والمغفرة؟ هل رأى شيئًا في القاتلِ عَجِزَ الجميعُ عن رؤيتِه؟

أَظُنُّ أنَّ سِرَّ الأَبِ هو أنّه اعتبرَ نفسَه شخصًا غيرَ جديرٍ برحمة الله. كان يُدرك معنى الحصول على المغفرة، ليس بفضل أعماله، إنّما على الرغم منها. فعلى غرارِ المرأةِ التي مَسَحَتْ قدمَي يسوع، أحبّ هذا الرجلُ كثيرًا لأنّه فهم مقدار المغفرة التي مُنِحَت له (لوقا 7: 47). ولأنّه استوعب أيضًا الرحمة التي مُنحَت له، استطاع أن يمنح الرحمةَ نفسَها إلى شخصٍ آخر.

ينبغي أن نعيش جميعًا في ضوء رحمةِ الله. ربّما لم نَقتُلْ لكنّنا كَرِهْنا، وبالتالي خالَفْنا ناموسَ الله، وعقوبتُنا العادلةُ هي الموت. عندما كان محكومًا علينا بالموت، عرضَ أحدٌ أن يتبنّانا فيدعُوَنا أولادَ الله (يوحنا 1: 12). ورأى الله الإمكاناتِ في الأرواح التي سحقَتْها الخطيَّةُ وحطّمتْها، فمنح فرصةَ الفداء.

صلاة

عند قدمَيك يا سيِّدي ومخلِّصي أسجدُ بكلِّ خشوع معترفًا لك بالضعف والخوف وعدم الكفاءة. أنا أريد أن أكون إيجابيًّا واثقًا بأنَّك لم تعطني روح الفشل بل روح القوَّة والمحبّة والنصح لتقديم الرّحمة لمن حولي كما رحمتني. املأني من روحك القدوس وهبني القوَّة لأحيا كما تريد، آمين.