الردّ على سوء المعاملةعينة
الذهب يُصقل بالنار
في خمسينيّاتِ القرنِ العشرين، احتدمَ صراعٌ عنيفٌ في كينيا بين الحكومة البريطانيّة الاِستعماريّةِ والكينيّينَ المحلّيّين. واجه المؤمنون الكينيّون الوطنيّون خيارًا صعبًا: هل يقفون إلى جانب الكينيّين أم إلى جانبِ الأجانب الذين يُديرون الحكومة؟ وفيما كان رؤساءُ الكنيسة يُصلّون، توصّلوا إلى قرار: لا يمكنهم القتال إلى جانب أيٍّ من الطرفين. وأنشؤوا مخيّمًا مسيحيًّا في مكانٍ يُعرف باسم ويثاغا، ويمكن لأيّ شخصٍ أن يقصدَه معلنًا أنّه اختارَ طريقَ السلامِ الذي يُنادي به يسوع.
لم يكن الخيار سهلًا؛ فالذين كانوا يقاتلون امتعضوا من أولئك الذين رفضوا القتال، وتعرّض الكثيرُ من المسيحيّين للضرب وقُتِل بعضٌ منهم. لكنّ الأُمور تغيّرت تدريجيًّا إذ إنَّ بعضَ الذين كانوا يضطهدون المسيحيّين اختبروا الولادةَ الجديدة. لقد تغيّرت حياتُهم بشكلٍ جذريّ، فقد قادَهُمُ طريقُ السلام الذي أظهرَهُ إخوانُهم الكينيّون إلى المسيح.
إنَّ الذهبَ الذي يخرج من نيران معاناتنا يتّخذ أحيانًا شكلَ نموّ في الشخصيّة، أو يَحدثُ النموُّ أحيانًا في حياةِ مَن يراقبون تجاربَنا، أو في حياة مَن يسبّبون ألَمَنا. بِغَضِّ النظرِ عن المستفيد، نحن نثقُ بأنّ ما يقصدُه لنا عدوُّنا شرًّا، يمكن لله أن يستخدمَهُ للخير، ولذلك نواصلُ المسيرة. وعلى الرّغم من أنّ الناس يُسيئون إلينا ويُؤذُونَنا، ومع أنّنا نَيأسُ مِن مُضايِقِينا، فإنّنا نتذكّرُ مَن هو الله، ونتذكّرُ مَن نحن، ونتذكّرُ أنّ الأذى الذي يسبّبُه لنا الآخَرُون قد يكون أداةً يستخدمُها اللهُ لِخَلقِ الجَمالِ في حياتِنا وفي عالَمِنا. وأخيرًا نتذكّرُ أنّه بِوُسعِنا الوُثُوقُ بالله تمامًا، حتّى عندما تكونُ الحياةُ صعبةً.
لقد تناولنا في الجزء الأوَّل من هذه السلسلة الأساليبَ التي تُسبِّبُ معاناة الأبرياء على أيدي الآخرين، وبحثنا في هذا الجزء في الوسائل التي يدعو بها اللهُ المسيحيّين إلى الاستجابة. لكن هذه الاستجابات لا تضمَنُ دائمًا الحصولَ على نتائج مرئيّة. فما مِن وعدٍ بأنّ خصمَنا سيطلبُ المغفرة، ولسنا متأكّدين من أنّنا سنرى مضطهِدينا يلجؤون إلى المسيح. ومع ذلك، لدينا وعدٌ بأنّنا سنجني الثمار، ونحن متأكّدون من أنّ الخير سيأتي بعد انتهاء تجاربنا.
صلاة
يا ربّ، شكرًا لأنَّك تُحوّل للخير ما يقصده إبليس للشّر. أنا أثق في أنَّ يدك تعلم تمامًا ما أحتاج إليه من صقل وتنقية، لذا اعمل فيَّ فأصبح ذهبًا صافيًا لا عيب فيه. وساعدني لأسمع صوتك ومشورتك وأتبع خطواتك في علاقاتي مع الآخرين فتكون لي اختبارات عظيمة تُمجّدك ورجاءٌ لا ينقطع! باسم يسوع، آمين.
لمعرفة المزيد، بإمكانك قراءة الجزء الأوَّل بعنوان "لماذا نتعرَّض لسوء المعاملة" أو شراء كتاب عندما يجعل الآخرون حياتك صعبة (للكاتب دانيال ميلير). حقوق الطبع © محفوظة لدار منهل الحياة. بامكانك أن تزور موقعنا على https://darmanhal.org/
عن هذه الخطة
في هذه السلسلة من التأمُّلات، سنتمعَّن معًا ب شواهد كتابيّة وقصص حقيقيَّة تعلّمنا عن الطرق التي يدعو بها اللهُ المسيحيّين إلى الاستجابة عند التعرُّض لسوء المعاملة. سلسلة التأمُّلات هذه لها جزء أوَّل قد تودّ قراءته، بعنوان "لماذا نتعرَّض لسوء المعاملة".
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/