مواجهة الخطيَّة الجنسيَّةعينة
الزوبعة
في العهد القديم، أشار النبيّ هوشع بوصفه للأمّة القديمة إلى أنّهم سلكوا طريقهم الذاتي ولم يعطوا اعتبارًا لرأي الله "زارعين الريح"، ونتيجة لذلك عانوا أوخم العواقب "حاصدين الزوبعة".
ثمّة نوعان من المعاناة وسط الزوبعة: نوع الألم الذي نستحقّه لأنَّنا كنّا مَن عصى، ونوع الألم الذي لا نستحقّه لكن نعانيه من جراء معصية شخص آخر. ويتطرّق الكتاب المقدَّس إلى مبدأ الحصاد هذا في العهدَين، فالمبدأ ليس فقط للذين كانوا تحت الناموس بل هو موجّه أيضًا لمن هم تحت النعمة كما جاء في غلاطية 6.
يُصوّر سفر الأمثال 6: 20-32 مشهد رجلٍ في الشارع تلاقيه زانية تتحرّش به فتُغريه وتغويه بتجارب الجسد. ولكن يحذّره سليمان من الوقوع في ذلك. لأنّه إن انغمستَ في اللّذات الآنيَّة الشهوانيّة، فلا بدّ أن تدفع الثمن الباهظ الطويل الأمد. والجانب الأشدّ إيلامًا في الأمر هو بالطبع حين يعلق متفرّج بريء في عقابيل خطيّة شخصٍ آخر، حيث يضطرّ الذين حواليك إلى معاناة العواقب معك رغم كونك المسؤول عن المعصية.
هذا أمر لا نحبّ أن نُفكِّر فيه أو نتكلَّم عنه داخل عائلة الله، ولكن من الضَّروري أن نتطرّق إليه. في الواقع، قد تفاجئك كثرة المرات التي تتناول فيه كلمةُ الله هذا الموضوع. كانت حياة داود قد بلغت مأزقًا مشابهًا عندما أخطأ مع بثشبع. فعندما نختار بعناد وتعمّد أن نعصي إلهنا القدوس، هو لا يغضّ النظر عن خطيّتنا ويسترها باستخفاف، قائلاً إنَّ النعمة تبيح له أن يتغاضى عن العصيان.
قام يوجين پيترسن بإعادة صياغة المقطع في سفر الأمثال 6: 20-32 وفي ما يلي مقتطف منه: "يا صديقي الطيّب، اعمل بنصيحة أبيك ولا تضلّ مبتعدًا عن توجيهات أمّك. لفّ بها نفسك من رأسك إلى قدميك، وتلفّع بها كوشاح حول عنقك. (...) قد تشتري ساعة مع بنت هوىً برغيف خبز، ولكنّ المرأة الفاسقة قد تأكلك حيًّا. أتقدر أن تُشعل نارًا في حضنك بغير أن تحرق بنطالك؟ أتقدر أن تمشي على الجمر المتأجِّج حافيًا بغير أن تكوي النار رجليك؟ هكذا تكون حالك إذا اختليت بزوجة جارك: إن لمستها تدفع حتمًا ثمن فعلتك، ولا عذر البتّة يؤدّي إلى تبرئتك... إنَّ الزنى فعلة من لا عقل له، يُدمّر الذات ويهلك النفس. فتوقّع أنفًا داميًا وكدمة حول العين، وسمعةً سيّئة لا تُنقض أبدًا."
يبقى السؤال: كيف نصمد وسط عاصفة كهذه؟ وسواء سبّبتَ أنت العاصفة أو سبّبها شخصٌ آخر سواك، ماذا تفعل حين تكون حاصدًا الزوبعة؟ كيف تواجه الأمر فعلًا؟
صلاة
أنت يا ربّ معطي الحلول والفرص الجديدة. احمني وساعدني كي أفهم أنَّ الخطيَّة خاطئة جدًّا وما يزرعه الإنسان فإيّاه يحصد أيضًا. آمين.
عن هذه الخطة
إنَّ بعضًا من أصعب اختبارات المؤمن تأتي في أعقاب ارتكابه الخطيَّة. في هذه السلسلة من التأمُّلات سنتطرأ لما عاشه الملك داود بعد وقوعه في خطيّة اللذات الآنيَّة الشهوانيَّة، وكيف صمد وسط العاصفة بنعمة الله، مع أنَّ الألم بدا أشدَّ من أن يُحتمل. في هذه السلسلة من التأمُّلات القصيرة مُرادنا هو أن نتطرَّق إلى كيفيّة نجاتنا من عاصفةٍ كهذه إذا هبَّت علينا.
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/