مواجهة الخطيَّة الجنسيَّةعينة

مواجهة الخطيَّة الجنسيَّة

يوم 4 من إجمالي 7

استجابة داود الثالثة: مواجهة العواقب بواقعيّة

في العدد 18، يُخيَّلُ إليَّ أنَّ خُدَّام داود خافُوا أن ينتحر. فَهُم لم يفهموا الأمر على حقيقته إذ نظروا إلى وقت فحصه لذاته كما لو كان اكتئابًا شديدًا، بل أكثَر بقليل. وقالوا: "حين نُلقي عليه هذا الحِملَ الأخير، فسيؤذي نفسه حتمًا. كيف يُمكِن أن نُخبِرَه؟" إلّا أنَّ الاستجابةَ الواقعيَّة من جانب داود كانت أبعدَ ما يكونُ عنِ الأفكارِ الانتحاريَّة!

كانت قد مضت على داود سبعةُ أيَّام وهو مُنطرِحٌ على وجهه وحيدًا أمام ربِّه... مُنتظِرًا الله، عسى أن يُبقيَ بنعمته الولدَ حيًّا، واضعًا ذاته تحت تصرُّف الله، مُنكِرًا نفسه في عُزلةٍ تامَّة. والآنَ يسمع أنّ الولد قد مات. فماذا تكون استجابتُه؟ إنَّه ينهض بهدوء، ويستحمُّ، ويُبدِّل ثيابه، ثُمَّ يذهب إلى بيت الله... ويسجد.

عندما تُواجِهُ عواقب الزَّوبعة، يجب أن تحترس من المرارة. فنظرًا إلى الألم الذي يَحِلُّ بك -ولا سيَّما بعدَما اعترفتَ لله فعلاً بخطاياك وحَزِنتَ حزنًا شديدًا لتماديك في الضَّلال- ينبغي أن تحترس من إلقاء اللَّوم على الله. قد تغزوك أفكارٌ من قَبيلِ هذه: "كيف يُعقل أن تفعل هذا بي، يا ربّ؟ لقد خدمتُك طوال هذه السنين الكثيرة. وقدِ اعترفتُ بعصياني بكلِّ تذلُّلٍ وإخلاص... والآنَ انظُرْ ما قد أخذتَهُ منِّي!" إنمَّا لم يكن في استجابة داود شيءٌ من ذلك. بل إنَّه في الحال تقبَّل ما قد حدث تقبُّلاً واقعيًّا، ثُمَّ تعبَّد للربّ. والآنَ وقتٌ مُناسِبٌ لتذكير أنفُسِنا بأنَّه ما يزال "رجُلاً حسب قلب الله."

قد يقف كثيرون مشدوهين حيالَ استجابةِ داود. فإنَّ طفله كان قد مات توًّا. وكانت إجابة الله لصلاته التي دامت سبعة أيّام نفيًا قاطعًا. ثُمَّ سمع النَّعي، فقام واغتسل وذهب إلى بيت العبادة، وكأنَّه بذلك قال: "لقد فعل الله ذاك، وفعل الله هذا، وأنا أقبلُ الكُلَّ من يده بلا تردُّد... وسأُكمِلُ المسيرةَ من هنا." إنَّ هذه استجابةٌ ناضجةٌ نُضجًا أمثَل. أمَا تتذكَّرُ أنَّ القلب المُنسحق لا يَفرِضُ مطالِب ولا يَملِكُ توقُّعات؟

صلاة

علّمني يا ربّ أن أُسلّم لك تسليمًا تامًّا. احفظني من المرارة وأفكار السوء لأنَّ مقاصدك عظيمة، وبمعونتك سأقبل كلَّ ما تعطيني يدك وأُكمل المسيرة معك. آمين.

يوم 3يوم 5

عن هذه الخطة

مواجهة الخطيَّة الجنسيَّة

إنَّ بعضًا من أصعب اختبارات المؤمن تأتي في أعقاب ارتكابه الخطيَّة. في هذه السلسلة من التأمُّلات سنتطرأ لما عاشه الملك داود بعد وقوعه في خطيّة اللذات الآنيَّة الشهوانيَّة، وكيف صمد وسط العاصفة بنعمة الله، مع أنَّ الألم بدا أشدَّ من أن يُحتمل. في هذه السلسلة من التأمُّلات القصيرة مُرادنا هو أن نتطرَّق إلى كيفيّة نجاتنا من عاصفةٍ كهذه إذا هبَّت علينا.

More

نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/