مواجهة الخطيَّة الجنسيَّةعينة
استجابة داود الرابعة: التمسُّك بحقائق الكلمة المقدَّسة
إن أعوزك حقًّا أن تغوص في كلمة الله وحدك، فلا بُدَّ أن تفعل ذلك بالأحرى حين تعصفُ بك أزمةٌ مّا. فلا يمكنك أن تجعل عواطفك دليلَك الهادي، وإلاَّ قُمتَ بتحرُّكٍ يتَّسِم بالتسرُّع أوِ الغباوة. لقد تبيَّن لي أنْ لا مشورة مِثلَ مشورة الله. ولا عزاءَ مثلَ عزائه. ولا حكمةَ أعمقَ وأوسعَ من الحكمة التي تنطوي عليها الأسفارُ المُقدَّسة! وقد بَتَّ داودُ في دَعواهُ لدى الله إذ ترسَّخ واستراح على حقِّ كلمةِ الله.
نرى ذلك في الآية الحادية والعشرين حيث لم يستطع خُدّامُ داود أن يفهموا رِدَّةَ فعلِه. وغالبًا ما يُذهَلُ الآخرون حين لا تكون استجابتنا "سويَّةً" أو "مألوفة" بنظرهم. فإنّهم يتوقعَّون منّا أن ننهار، أن نُعوِلَ ونُوَلوِل، أن يُجَنَّ جُنونُنا كما توقَّع خُدَّام داود. أمّا جواب داود لهم يُظهر أنَّه يُواجِهُ الأمرَ ويتقبَّلُه، ولا يُنكِرُه. فهو يقول: "لقد وقعَتِ الواقِعَة... فلماذا ينبغي أن أصوم بعد؟"
ما أكثَر الذين يستمرُّون في الصَّوم بعدَ رحيلِ عزيز، ظنًّا منهم أنّهم بذلك قد يستعيدون الراحلَ بطريقةٍ مّا! وربَّما بعضُهم يخطط للاتِّصال بوسيط، لعلَّهم يتواصلون مع الميْت على نحوٍ مّا. لكنَّ هذا سبيلٌ غيرُ حكيم وغيرُ قويم، ومُنافٍ للكتاب المقدَّس. مَن هو من أولاد الله، عندما يواجه الواقع يقول: "هذا أمرٌ ثابت. لا أستطيع استعادة فقيدي المحبوب. لن أُنكِرَ الأمر، ولن أُحاول أن أُساوِمَ الله. وبعزاء كلمة الله ونُصحِها، سأتوكَّل عليه كي يُجيزني هذه الأزمة."
عبَّر داود عن ذلك في آية من جُملةِ آياتٍ كتابيَّة قليلة تُساعِدُنا على التيقُّن من جهة المصير الأبديِّ الذي سيلقاه الأطفال والأولاد الذين يموتون. "هل أقدر أن أرُدَّه بعد؟ أنا ذاهِبٌ إليه، وأمَّا هو فلا يرجع إليّ." (2صموئيل 12: 23 ب) هُنا وعدٌ مؤسَّسٌ على حقٍّ لاهوتيٍّ راسخ. فإن كنتَ قد فقدتَ طفلاً أو ولدًا، فإنَّ هذه الآية تقول إنَّك لا تستطيع أن تستعيد ولدك، ولكنَّك سوف تراه في السماء. سوف ترى تلك العطيَّة التي أعطاك الله إيّاها، ثُمَّ لأسبابٍ يعلمُها هو وحدَه أخذها منك. "لا أستطيعُ أن أردّه، ولكنَّني سأذهَب إليه... الربُّ أعطى والربُّ أخذ. فليكُنِ اسمُه مباركًا!"
مثال داود، بعدَ التمسُّك بحقِّ كلمة الله، سيكون الاستقرارُ الراسخُ الذي تَنعَمُ به مُذهِلاً.
صلاة
يا ربّ في كلمتك المقدّسة نُصح وإرشاد. إنّها الحقّ في عالم تعمّه الأكاذيب. علّمني أن أقرأها وأحبّها وأحيا بمبادئها فأكون حكيمًا يبني بيته وحياته على الصخر، بيتًا لا تستطيع العواصف أن تهدمه. آمين.
عن هذه الخطة
إنَّ بعضًا من أصعب اختبارات المؤمن تأتي في أعقاب ارتكابه الخطيَّة. في هذه السلسلة من التأمُّلات سنتطرأ لما عاشه الملك داود بعد وقوعه في خطيّة اللذات الآنيَّة الشهوانيَّة، وكيف صمد وسط العاصفة بنعمة الله، مع أنَّ الألم بدا أشدَّ من أن يُحتمل. في هذه السلسلة من التأمُّلات القصيرة مُرادنا هو أن نتطرَّق إلى كيفيّة نجاتنا من عاصفةٍ كهذه إذا هبَّت علينا.
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/