مواجهة الخطيَّة الجنسيَّةعينة

مواجهة الخطيَّة الجنسيَّة

يوم 3 من إجمالي 7

استجابة داود الثانية: الصلاة

الصلاة والصَّوم. هكذا كانتِ استجابةُ داود. فلمّا بدأتِ الزوبعة، ولمَّا أحسَّ أنَّ رياح الدينونة بدأت تهبُّ عليه، خرَّ أمام الله وانطرح على الأرض طوال اللَّيل. وقد صام. لقد انتظر الربَّ، والتمس فِكرَه. كما أنَّه "سأل... الله من أجل الصبيّ" فهو ترجَّى مزيدًا من النِّعمة. وإن كان غير مستحقّ، فقد علم أنَّ إلهه وافرُ الرَّحمة وقد عامله بالنِّعمة. لقد تضرَّع إلى الله لأجلِ حياة طِفلِه. عكف على الأمر سبعةَ أيَّامٍ كاملة، بلا انقطاعٍ. وصلَّى داودُ بقلبٍ مُنسحِق.

ما أقلَّ ما نعرفه اليوم عن هذا النوع من الصلاة والصَّوم! وكثيرًا ما تكون استجابتُنا حيالَ الخطيَّة بالأحرى زَلاقةَ اللسان. فنقول: "نعم يا ربّ، لقد فعلت كذا وكذا. وأنا أتَّفق معك على أنَّ دم يسوع المسيح يُطهِّرني من كُلِّ خطيَّة. فلِذا أشكُرُك." ثُمَّ نمضي قُدمًا في حياتنا، إلى أن... "يُوه! قد سقطتُ مرَّةً أُخرى. آسِف!"

لنُلاحِظ أنَّ داود، في أثناء وقتِ الصَّلاة، لم يُغادِر بيته. فهو لم يذهب إلى مكان العبادة. نَعلَمُ هذا لأنّ الكتاب يقول لاحقًا إنَّه اغتسل وبدَّل ثيابه قبلَ أن يدخل بيت الربِّ ويسجُد. وهكذا يتَّضح أنَّه قبل ذلك الحين لم يُغادِرِ القصر. أتَعلَمُ ما تعلَّمتُ من ذلك؟ تعلَّمتُ أنَّه حين أجتاز الزَّوبعة ينبغي لي أن أهدأ وأستكِنّ. إذ يجب عليَّ ألاَّ أُعلِنَ وأُذيعَ كلَّ ما أُعانيه. فنحنُ المؤمنين بالمسيح نميلُ إلى الإفصاح عن كلِّ شيء، أن نُفرِغ كلَّ ما عندنا، دونَ تمييزٍ تقريبًا، في حينَ ليس ذلك شأنًا يخصُّ الجميع.

لمَّا جاء الشُّيوخ ووجدوا داود على تلك الحال، وقفوا بقُربه كي يُقيموه عنِ الأرض. غير أنَّه لم يُرد ذلك، كما أبى أن يأكل معهم. حينَ نمرُّ في أوقات كَرْبٍ شديد حلَّ بنا من جرَّاء مَعصِيَتِنا شخصيًّا أو مَعصِيَة شخصٍ آخر سوانا، فمن الحِكمَة - بل من المُوافِق للكتاب المقدَّس- ألاَّ نُحيطَ أنفُسَنا بالنَّاس، مهما كانوا حَسَني النِّيَّة. فالعُزلةُ ضروريَّةٌ جدًّا، والسُكوت أمرٌ لا بُدَّ منه. إذ إنَّ كلام الآخرين يُلهِينا عادةً. فامكُث في حضرة الربِّ والتمِس فِكرَه في أثناء ذلك الوقت الحافل بالألَم. بعضُ الأمور أثمنُ من أن نُطلِع عليها الآخرين. إنَّها عميقةٌ جِدًّا، شخصيَّةٌ جِدًّا، مؤلِمةٌ جِدًّا، عويصةٌ جِدًّا. وفي فحص النفس، ينبغي لنا أن نهدأ ونَستكِنَّ كي نستطيع أن نسمع الربَّ في قلوبنا. لقد صلَّى داود... وعلينا نحنُ أن نحذوَ حَذوَه.

صلاة

علّمني يا ربّ أن آتي إليك بالصلاة لأنَّ فيك الشفاء وعندك وحدك الحلول. علّمني أن أهدأ وأستكِنّ في حضرتك حين تُغيّر قلبي الذي منه مخارج الحياة. آمين.

يوم 2يوم 4

عن هذه الخطة

مواجهة الخطيَّة الجنسيَّة

إنَّ بعضًا من أصعب اختبارات المؤمن تأتي في أعقاب ارتكابه الخطيَّة. في هذه السلسلة من التأمُّلات سنتطرأ لما عاشه الملك داود بعد وقوعه في خطيّة اللذات الآنيَّة الشهوانيَّة، وكيف صمد وسط العاصفة بنعمة الله، مع أنَّ الألم بدا أشدَّ من أن يُحتمل. في هذه السلسلة من التأمُّلات القصيرة مُرادنا هو أن نتطرَّق إلى كيفيّة نجاتنا من عاصفةٍ كهذه إذا هبَّت علينا.

More

نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/