مواجهة الخطيَّة الجنسيَّةعينة
استجابة داود الأولى: مواجهة الحقيقة
أفضلُ مثَلٍ في كلمة الله نجده في حياة داود، الرجل العظيم الذي ساوم وجاءت النتيجة مأساويّة، مؤثّرة فيه وأيضًا في كامل عائلته، كما في أناس آخرين من خارج العائلة.
لقد اعترف داود أمام الله وناثان النبيّ بالزَّرع الذي قام به. بعد مرور سنة تقريبًا على الأمر الفادح، يقول له ناثان: أنت هو الرجُل، يا داوُد! فيعترف داوُد بلا تحفّظ ولا تسويغ منطقيّ قائلاً: قد أخطأت، أنا دخلتُ على بثشبع وارتكبت الزنى، وأمرت بقتل زوجها أوريّا وأذنبت بالرياء...
عندما اعترف داود، أعطاه ناثان وعد نِعمة وقال إنَّ الربّ قد نقل عنه خطيّته. تحت الناموس، كان مُرتَكِبُ الزِّنى يُرجَم. وكان عقابُ مَن يقتلُ أحدًا أن يُقتَل... دون استثناء. "عينٌ بعين، وسنٌ بسنّ، ونفسٌ بنفس." لكنّ النِّعمة هبَّت في تلك اللَّحظة لنجدة داود. وقد طمأنه ناثانُ بأنَّه لَن يموتَ!
النِّعمةُ تُحرِّرنا لإطاعة ربِّنا، لكنّها لا تعني أنَّ عواقب الخطيَّة تُزال أُوتوماتيًّا. فناثانُ النبيّ، ناطقًا بلسان الله قال لداود: لقد غفر لك الله. فلن تموت أنتَ، ولكنَّ طفلك سيموت. يا له من أمرٍ رهيبٍ يَشُقُّ سَماعُه! وما كان ذلك إلاَّ أوَّلُ أمر مرير من جُملةِ أُمورٍ ستحدُث في حياة داود. فعندما نختار بعنادٍ وتعمُّد أن نَعصِيَ إلهنا القدُّوس، لا يغضُّ النظرَ عن خطيَّتنا ويسترها باستخفاف، قائلاً إنَّ النِّعمة تُبيح له أن يتغاضى عنِ العصيان. النِّعمة تؤكِّد لنا أنَّه لن يقتُلَنا، لكنْ لنا أن نتيقَّن بأنَّنا حين نُلقي في الأرض بذارَ الرِّيح، فلا بُدَّ أن نحصُدَ جَنَى زوبعة الخطيَّة. فبنعمة الله سوف ننجو بعد صمودنا وسط العاصفة، ولكنَّ الألم سوف يبدو أحيانًا أشدَّ من أن يُحتمل.
اللاهوتيَّاتُ المغلوطةُ تعطينا عقليَّة تُبيح الخطيَّة. إذ نقول لأنفُسِنا إنَّ النِّعمة تعني أنَّ العواقبَ كُلَّها تُزال في الحال، وهكذا نجعل نفوسنا تنوءُ تحت سيطرة الجسد، بدلاً من أن نصدِّق ما علَّم به بولس من أنَّنا لسنا مُضطرِّين لأنْ نُخطئَ يومًا بعد يوم. فنحن نُخطئ لأنَّنا نريد ذلك. ولنا في شخصِ الروح القُدس القدرةُ على أن نقول للخطيَّة "لا" عند كلِّ مُنعطَفٍ في حياتنا. فإنِ اخترنا أن نقول "نعم" بعكس حثِّ الروح القدس، فلنا أن نتيقَّن بأنَّنا سنعيش مجروفينَ بمَدِّ العواقب. والمؤسِفُ أنَّ أشخاصًا أبرياء من أدنى أقربائنا سيَجرِفُهمُ المدُّ أيضًا.
صلاة
شكرًا يا ربّ لأنّك تغفر خطيّتي وتسترني بنعمتك. أعطني الفهم والحكمة لأعرف الأمور على حقيقتها فلا أستخفّ بخطورة الخطيَّة، بل أُدرك عواقبها وامتداد ذيولها. آمين.
عن هذه الخطة
إنَّ بعضًا من أصعب اختبارات المؤمن تأتي في أعقاب ارتكابه الخطيَّة. في هذه السلسلة من التأمُّلات سنتطرأ لما عاشه الملك داود بعد وقوعه في خطيّة اللذات الآنيَّة الشهوانيَّة، وكيف صمد وسط العاصفة بنعمة الله، مع أنَّ الألم بدا أشدَّ من أن يُحتمل. في هذه السلسلة من التأمُّلات القصيرة مُرادنا هو أن نتطرَّق إلى كيفيّة نجاتنا من عاصفةٍ كهذه إذا هبَّت علينا.
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/