أعطانا الله أنبياء - تحليلات تاريخية للنبوّةعينة

أعطانا الله أنبياء - تحليلات تاريخية للنبوّة

يوم 3 من إجمالي 8

  

اليوم 03: أحداث الدينونة الأشورية – 2 الملوك 17

لأجل تبسيط الأمر، سوف نذكر ثلاثة أحداث تاريخية رئيسية جرت حينذاك. أولاً، التحالف السوري-الإسرائيلي. ثانياً، سقوط السامرة، ثم ثالثاً، غزو سنحاريب. 

أما التحالف السوري-الإسرائيلي فقد تضمّن نزاعاً بين ثلاث دويلات صغيرة تحت سيطرة الأشّوريين في ذلك الوقت: سوريا، إسرائيل الشمالية، ويهوذا. ويمكننا القراءة عن هذه الأحداث في أماكن عديدة في أسفار العهد القديم، لكن أحد هذه النصوص المثيرة للانتباه هو إشعياء 7. حوالي سنة 734، عانت كلاً من سوريا وإسرائيل الشمالية معاناة متزايدة من دفع الجزية للإمبراطورية الآشورية، لذلك قررتا الدخول معاً في تحالف لمقاومة الأشّوريين. وبالإضافة إلى عملية بناء هذا التحالف بينهما، إسرائيل وسوريا حاولتا إجبار يهوذا على الانضمام إلى صفّيهما. 

لكن آحاز ملك يهوذا، رفض الانضمام، والتمس المساعدة من أشّور. كان لهذه الأحداث عواقب كثيرة على شعب الله، لكننا يجب الانتباه إلى أثر واحد على الأقل من هذه العواقب الرئيسية. فكل من إسرائيل الشمالية ويهوذا كانت مصابة بحالة من النزاع مع أشّور. فقد تمردت إسرائيل الشمالية ضد أشّور، مما دفع ملوك أشّور لغزو إسرائيل الشمالية ومحاربتها وتدميرها. أما يهوذا فقد أدخلت نفسها في تحالف مع أشّور إلى حين، حيث كانت ترزح تحت عبء جزية ثقيلة وضرائب كبيرة للإمبراطورية الأشّورية. وفي آخر الأمر، مع ذلك، لم تجد يهوذا الجنوبية مفراً من التمرد على أشّور، الأمر الذي دفعها فريسة في قبضة الأخيرة التي غضبت عليها رداً على تمردها. 

كان الحدث الرئيسي الثاني في فترة الدينونة الأشّورية، هو سقوط السامرة. ونقرا عن هذا الحدث في سفر الملوك الثاني 17. تقدم الجيش الأشّوري العظيم ضد مملكة إسرائيل الشمالية وحطّم السامرة، ورحّل الأشّوريون كثيرين من الإسرائيليين الشماليين إلى السبي. هذا وقد بلغت دينونة العهد الإلهي ذروتها بدرجة عالية في الواقع، ولأول مرة في خراب إسرائيل الشمالية بأيدي الأشّوريين.

أما الحدث الرئيسي الثالث للدينونة الأشّورية فقد تم بغزو سنحاريب ليهوذا. وكانت يهوذا قد تجنبت غضب أشّور لفترة، لكن فيما بعد، تمردت يهوذا على أشّور وجلبت بذلك على نفسها غضب تلك الإمبراطورية العظيمة. كانت هناك عدة هجمات قد أتت على يهوذا، لكن الأسوأ بينها كان غزو سنحاريب لها حوالي سنة 701 ق.م. ونحن نقرأ عن هذا الحدث في 2 الملوك 18 – 19. لقد دمّر الأشّوريون مدن كثيرة في يهوذا وأقاموا حصاراً ضد أورشليم. في الواقع، بدا أن الكل قد فُقدَ، حتى استعان حزقيا ملك يهوذا، بيهوه للمساعدة، وبذلك تم إنقاذ أورشليم معجزياً.

وهكذا باستطاعتنا رؤية أنه كان هناك ثلاثة أحداث رئيسيّة أثناء فترة الدينونة الأشّورية. الأول، التحالف السوري-الإسرائيلي في عام 734. الثاني، دمار السامرة سنة 722 ق.م.، وأخيراً، غزو سنحاريب عام 701.

يوم 2يوم 4

عن هذه الخطة

أعطانا الله أنبياء - تحليلات تاريخية للنبوّة

إن النبوة مثيرة ومحبطة على حد سواء. معظم المسيحيين مفتونون بالنبوات الكتابية، ولكنهم في حيرة عندما يتعلق الأمر بفهمهم لها. وغالبا ما نتجاهل هذا الجزء من الكتاب المقدس لسبب شعورنا بالربكة بسبب تاريخه وقالبه الأدبي المعقد. لكن لم يعطنا الله النبوة لكي نتجاهلها. فالنبوة في غاية الأهمية لنا حين نفسرها بشكل صحيح. حين نفهم دوافع وأساليب الأنبياء نكون على استعداد أفضل كي نكتشف أهمية كلامهم لنا.

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org