أعطانا الله أنبياء - تحليلات تاريخية للنبوّةعينة
اليوم 08: الخدمة النبوية أثناء الاستعادة – ملاخي 4: 1-5
كان هناك ثلاثة أشخاص معروفين من الأنبياء: حجّي، زكريا، وملاخي. دعونا نبدأ بخدمة حجّي.
من سفره، يظهر لنا بوضوح أن حجي النبي كان واحداً من بين أولئك الذين رجعوا من السبي إلى الأرض في أورشليم. وأبعد من ذلك، نحن نعرف بالأحرى متى خدم حجي. فمن سفره حجي 1:1وفي نصوص أخرى منه، نتعلم أن كل نبوة حجي كانت قد أعلِنتْ خلال أربعة شهور من سنة 520 ق.م. فماذا كانت رسالة حجّي الرئيسية؟
كان حجي مصمم بوحي أهل يهوذا المتعثرين لإعادة بناء الهيكل. هذا وقد تنبأ بانتصارات وبركات عظيمة قادمة. كما يقول في حجي 2: 21:
"كَلِّمْ زَرُبَّابِلَ وَالِي يَهُوذَا قَائِلاً: إِنِّي أُزَلْزِلُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ". (حجي 2: 21)
عرض حجي بركات الله الغنيّة لشعبه إذا رجعت الأمة بإخلاص إلى الرب وأعادت بناء هيكله.
كان زكريا هو النبي الثاني في فترة الاستعادة. ومن محتوى نبوات زكريا، نعرف أنه خدم في أورشليم، جنباً إلى جنب مع حجي. فيذكر الإصحاح الأول، والعدد الأول بأن حجي بدأ يخدم في سنة 520 ق.م. ومن محتوى الإصحاحات 9–14 من سفر زكريا، يعتقد الكثير من المفسرين أن خدمة زكريا استمرت بعد أن صار الأمر واضحاً أن عملية إعادة بناء الهيكل لم تكن كافية لإتيان البركة الإلهية.
كانت رسالة النبي بسيطة جداً في الإصحاحات الثمانية الأولى من سفره: بركات عظيمة آتيه لو أن الشعب أعادوا بناء الهيكل. وتنبأ زكريا في الإصحاحات 9–14، أن الاستعادة الكاملة، سوف تتحقق فقط بتدخّل إلهي مستقبلي مصحوبا بكارثة. كان للنبي رؤى لسلسلة من الأحداث الكبيرة ستجري مستقبلا عندما يتدخّل الله بهدف تقديم البر لشعبه. هذا ما قاله في زكريا 14: 20:
"في ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ عَلَى أَجْرَاسِ الْخَيْلِ: قُدْسٌ لِلرَّبِّ. وَالْقُدُورُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ تَكُونُ كَالْمَنَاضِحِ أَمَامَ الْمَذْبَحِ". (زكريا 14: 20)
أما آخر نبي في زمن العهد القديم فكان هو ملاخي. ومن تركيزه على الهيكل واللاويين، يتضح لنا أن ملاخي خدم أيضاً بالقرب من أورشليم. وتتلاءم رسالته على أفضل تقدير أثناء عصر إصلاحات نحميا أو بعده، تقريبا بين سنة 450 و400 ق.م. هذا وقد أعلن ملاخي دينونة عظيمة كانت قادمة ضد شعب الله. وكما نقرأ في (ملاخي 3: 5):
وَأَقْتَرِبُ إِلَيْكُمْ لِلْحُكْمِ، وَأَكُونُ شَاهِدًا سَرِيعًا عَلَى السَّحَرَةِ وَعَلَى الْفَاسِقِينَ وَعَلَى الْحَالِفِينَ زُورًا وَعَلَى السَّالِبِينَ أُجْرَةَ الأَجِيرِ: الأَرْمَلَةِ وَالْيَتِيمِ، وَمَنْ يَصُدُّ الْغَرِيبَ وَلاَ يَخْشَانِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. (ملاخي 3: 5)
وبرغم ذلك عرف ملاخي أن دينونة الله في المستقبل ستؤدي أيضا إلى الاستعادة النهائية للأبرار في إسرائيل. ويؤكد الرجاء في: ملاخي 4: 2:
"وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ وَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا، فَتَخْرُجُونَ وَتَنْشَأُونَ كَعُجُولِ الصِّيرَةِ". (ملاخي 4: 2)
أكّد ملاخي لإسرائيل، حتى وهي في ارتدادها، أنه بعد أجراء الدينونة سوف يأتي وقت البركة العظيمة.
لقد تحقق أنبياء فترة الاستعادة بأن شعب الله الذين رجعوا من السبي استمروا في العصيان ضد الله. ونتيجة لذلك، أن الأنبياء في النهاية، استنتجوا أن بركات الاستعادة العظيمة، سوف تأتي فقط في المستقبل البعيد. ونحن كمسيحيين الآن، نعرف متى جاء هذا المستقبل البعيد – حدث ذلك عندما جاء يسوع إلى الأرض.
الكلمة
عن هذه الخطة
إن النبوة مثيرة ومحبطة على حد سواء. معظم المسيحيين مفتونون بالنبوات الكتابية، ولكنهم في حيرة عندما يتعلق الأمر بفهمهم لها. وغالبا ما نتجاهل هذا الجزء من الكتاب المقدس لسبب شعورنا بالربكة بسبب تاريخه وقالبه الأدبي المعقد. لكن لم يعطنا الله النبوة لكي نتجاهلها. فالنبوة في غاية الأهمية لنا حين نفسرها بشكل صحيح. حين نفهم دوافع وأساليب الأنبياء نكون على استعداد أفضل كي نكتشف أهمية كلامهم لنا.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org