أعطانا الله أنبياء - تحليلات تاريخية للنبوّةعينة

  

اليوم 04: الخدمة النبوية خلال الدينونة الآشورية – يونان 3-4

كان للدينونة الآشورية تأثير كبير على خدمات الأنبياء. فمن بين أسفار الأنبياء الستة عشرة في  العهد القديم، تسجل ست منها خدمات أنبياء يهوه أثناء هذه الفترة: يونان، هوشع، عاموس، ميخا، ناحوم، وإشعياء. دعونا نلخص ماذا كان على هؤلاء الأنبياء أن يقولوه بشأن الدينونة الأشّورية. ولنذكر أولا النبي يونان.

بحسب سفر 2 الملوك 14: 25، نادى الله على يونان أن يتنبأ أثناء حكم يربعام الثاني الذي كان ملكاً لإسرائيل الشمالية حوالي سنة 793–753 ق. م. ومكان خدمة يونان كان فريد بين الأنبياء لأنه دعا الله يونان أن يذهب إلى مدينة نينوى، عاصمة أشّور. فذهب إلى نينوى وقدم لها عظة بسيطة، كما نقرأ في يونان 3: 4.

"بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا تَنْقَلِبُ نِينَوَى". (يونان 3: 4)

وكان سبب حزنه المفرط، أن مدينة نينوى استجابت للكلمة التي سمعتها من يهوه وأقدمت على التوبة، وبالتالي لم يجلب الله الكارثة التي كان قد هدد بها ضد المدينة في ذلك الوقت.

كان هوشع هو النبي الثاني الذي خدم أثناء فترة الدينونة الآشورية. ويخبرنا سفر هوشع 1: 1، أنه خدم في أيام عزّيّا، ويوثام، وآحاز، وحزقيّا ملوك يهوذا. وكانت آخر سنة في حكم عزّيّا هي حوالي 740 ق. م. والسنة الأولى في حكم حزقيّا كانت حوالي 716 ق. م. توفر هذه المساحة من الوقت فترة زمنية طويلة لخدمة النبي هوشع. وقد خدم أساسا في إسرائيل الشمالية من حوالي 750 ق.م.، وحتى سقوط السامرة سنة 722 ق.م. على الأقل.  ومن المحتمل أن هوشع هاجر في ذلك الوقت إلى الجنوب. ويمكننا رؤية أن هوشع قد تنبأ في أيام الرفاهية قبل التحالف السوري-الإسرائيلي، وتنبأ أيضاً حتى وقت سقوط السامرة. كانت رسالة هوشع المحورية هي أن المملكة الشمالية كانت فاسدة، بما جعل الله يسكب عليهم الدينونة بالسماح للأشّوريين بتدمير إسرائيل والسامرة. ومع ذلك، أعلن هوشع رسالة الرجاء. فقد قال ان بركة العهد الخاصة بالاستعادة سوف تأتي، حتى بعد السبي.