أعطانا الله أنبياء - تحليلات تاريخية للنبوّةعينة
اليوم 06: الخدمة النبوية في العهد البابلي – إرميا 1: 2-3
علينا أن نعتبر الطرق التي خدم فيها أنبياء العهد القديم في ذلك الوقت. فقد وفرت أحداث الدينونة البابلية السياق التاريخي لسبعة أنبياء: ارميا، صفنيا، يوئيل، عوبديا، حبقوق، حزقيال، ودانيال.
كان أرميا هو أول أنبياء هذه الفترة البابلية. خدم إرميا كنبي الله في يهوذا خلال النفي والغزوات الثلاثة. وفي سفره إرميا 1: 1 – 3 نقرأ أنه خدم..
"فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ عَشْرَةَ مِنْ مُلْكِهِ. وَكَانَتْ فِي أَيَّامِ يَهُويَاقِيمَ... إِلَى تَمَامِ السَّنَةِ الْحَادِيَةِ عَشْرَةَ لِصِدْقِيَّا... إِلَى سَبْيِ أُورُشَلِيمَ". (إرميا 1: 1-3)
ونحن نرى من هذه الآيات أن أرميا خدم منذ سنة 626 ق.م.، واستمر يخدم كمبعوث من يهوه على الأقل إلى ما بعد 586 بقليل، عندما حدث الترحيل للغزوة البابلية الأخيرة.
هذا وكان أرميا قد دعا إلى توبة حقيقية كإجراء مسبق لتفادى الغزوات، لكن مع استمرار موجات الهجمات البابلية، أدرك أرميا أن خراب أورشليم كان أمراً مؤكداً. فدعا الناس للتوبة والاستعداد لسنوات شديدة قادمة. وبرغم ذلك، أكد على استعادة إسرائيل يوماً ما في المستقبل. ذكّر أرميا، في سفره (إرميا 30، 31)، شعب يهوذا أن الله سوف يأتي باستعادة شعبه وتثبيته في السلامة في ظل عهد جديد.
أما النبي الثاني في فترة الدينونة البابلية فكان صفنيا. ويقول لنا في سفره (صفنيا 1: 1)، أنه خدم أثناء حكم يوشيّا بن آمون، ملك يهوذا، من حوالي عام 640 ق.م. إلى عام 609 ق.م. وفي (صفنيا 2: 13) تنبأ بسقوط نينوى كما سقطت للبلبليين.
لقد تنبأ صفنيا، في واقع الأمر، بأن يوم الرب كان آتيا ضد أشّور، وضد دول أخرى كانت قد اضطهدت شعب الله. وتوقع النبي السيطرة البابلية على كل المنطقة، بما فيها يهوذا. ورغما عن ذلك، صرّح صفنيا أن اليوم قادم الذي فيه يرد الرب مسبيي يهوذا وإسرائيل إلى العظمة. هذا ما يقوله في (صفنيا 3: 20):
فِي الْوَقْتِ الَّذِي فِيهِ آتِي بِكُمْ وَفِي وَقْتِ جَمْعِي إِيَّاكُمْ. لأَنِّي أُصَيِّرُكُمُ اسْمًا وَتَسْبِيحَةً فِي شُعُوبِ الأَرْضِ كُلِّهَا، حِينَ أَرُدُّ مَسْبِيِّيكُمْ قُدَّامَ أَعْيُنِكُمْ، قَالَ الرَّبُّ. (صفنيا 3: 20)
الكلمة
عن هذه الخطة
إن النبوة مثيرة ومحبطة على حد سواء. معظم المسيحيين مفتونون بالنبوات الكتابية، ولكنهم في حيرة عندما يتعلق الأمر بفهمهم لها. وغالبا ما نتجاهل هذا الجزء من الكتاب المقدس لسبب شعورنا بالربكة بسبب تاريخه وقالبه الأدبي المعقد. لكن لم يعطنا الله النبوة لكي نتجاهلها. فالنبوة في غاية الأهمية لنا حين نفسرها بشكل صحيح. حين نفهم دوافع وأساليب الأنبياء نكون على استعداد أفضل كي نكتشف أهمية كلامهم لنا.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org