أعطانا الله أنبياء - تحليلات تاريخية للنبوّةعينة
اليوم 05: أحداث الدينونة البابلية – إشعياء 39: 5-7
من نواح كثيرة، يعتبر النبي إشعياء حلقة وصل بين فترة الدينونة الآشورية والبابلية. وبعد انتهاء غزو سنحاريب، حاول حزقيّا إقامة تحالف مع البابليين لكي يحمي يهوذا من هجمات أخرى محتملة. فكان رد إشعياء على ذلك أنه قال هذه الكلمات في سفره اشعياء 39: 5–7:
فَقَالَ إِشَعْيَاءُ لِحَزَقِيَّا: اسْمَعْ قَوْلَ رَبِّ الْجُنُودِ: هُوَذَا تَأْتِي أَيَّامٌ يُحْمَلُ فِيهَا كُلُّ مَا فِي بَيْتِكَ، وَمَا خَزَنَهُ آبَاؤُكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، إِلَى بَابِلَ. لاَ يُتْرَكُ شَيْءٌ، يَقُولُ الرَّبُّ. وَمِنْ بَنِيكَ الَّذِينَ يَخْرُجُونَ مِنْكَ الَّذِينَ تَلِدُهُمْ، يَأْخُذُونَ، فَيَكُونُونَ خِصْيَانًا فِي قَصْرِ مَلِكِ بَابِلَ. (اشعياء 39: 5–7)
سوف نقسّم موضوع مناقشتنا، مرة أخرى، إلى جزئين. أولاً، الأحداث الرئيسيّة لفترة الدينونة البابلية؛ وثانياً، خدمات الأنبياء أثناء هذه الفترة. دعونا نتناول أولا الأحداث الرئيسيّة. ولكي نفهم هذه الفترة، لابد لنا أن نشير إلى ثلاثة أحداث رئيسيّة: الغزوة البابلية الأولى عام 605 ق. م. والغزوة الثانية عام 597 ق.م. ثم الغزوة الثالثة عام 586 ق. م.
أولاً، في عام 605 ق.م.، لم يكن الملك يهوياكين مخلصاً لعاهله البابلي، نبوخذنصّر. لذلك غزا نبوخذنصّر أرض يهوذا، وأسقط كثيرين من القيادات في أورشليم. وكان النبي دانيال وأصدقائه شدرخ، وميشخ، وعبدنغو من بين أولئك الذين تم نفيهم في ذلك الوقت.
وفي سنة 597 ق.م. رد نبوخذنصّر على عصيان يهوذا المستمر بغزوة ثانية ونفي. ودمّر الكثير في يهوذا وأخذ عدداً كبيراً من السكان مسبيين إلى بابل. والنبي حزقيال قد نقل مُرحّلاً ضمن هذا السبي.
أما الحدث الثالث الرئيسي فقد جرى عام 586 ق.م. عندما فاض بنبوخذنصّر كيل العصيان من قبل يهوذا، فقام بنفي وغزوة ثالثة وأخيرة. وفي هذه المرة، دمّر البابليون أورشليم كلياً، وهيكلها المقدس. وأخذوا الغالبية العظمى من شعب يهوذا إلى السبي.
عندما نفكر في هذه الأحداث الثلاثة الرئيسيّة أثناء فترة الدينونة البابلية، يجب أن نتذكر أن ذلك الوقت كان وقت دمار كلّي لشعب الله. كان وقتاً شاقّاً في تاريخ شعب الله.
الكلمة
عن هذه الخطة
إن النبوة مثيرة ومحبطة على حد سواء. معظم المسيحيين مفتونون بالنبوات الكتابية، ولكنهم في حيرة عندما يتعلق الأمر بفهمهم لها. وغالبا ما نتجاهل هذا الجزء من الكتاب المقدس لسبب شعورنا بالربكة بسبب تاريخه وقالبه الأدبي المعقد. لكن لم يعطنا الله النبوة لكي نتجاهلها. فالنبوة في غاية الأهمية لنا حين نفسرها بشكل صحيح. حين نفهم دوافع وأساليب الأنبياء نكون على استعداد أفضل كي نكتشف أهمية كلامهم لنا.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org