لقاء مع المسيحعينة

لقاء مع المسيح

يوم 3 من إجمالي 8

لقاء المسيح مع المولود أعمى

فتح التلاميذ حوارًا مع معلِّمهم بشأن إنسان فاقد البصر منذ ولادته. لقد أراد التلاميذ أن يعرفوا إن كانت تلك "الإعاقة" جزاءً على خطيَّة ذلك الرجل أم على خطيَّة أبويه. فاختصر "المعلِّم" الحوار بالقول: "لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ، لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ" (يوحنا 9: 3)، عالِمًا بما كان مزمعًا أن يقوم به لاحقًا، أي أن يعمل أعمال الآب الذي أرسله ما دام نهار.

وإذ كان هو نور العالم فلا يمكن أن يكون هناك ظلام، ولا بدّ لعينَي ذلك الأعمى أن تريا النور. ولكي يعوِّض الربُّ الكريم عن معاناة ذلك الإنسان مدّة من الزمن دون ذنب منه، بل لكي "تَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ"، أي أن يتمجّد الله فيه، منحه بدل النور نورَين: نور الإبصار العضويّ الجسديّ، ونور الإبصار الروحيّ الذي يؤدّي إلى الحياة الأبديَّة، وذلك أفضل جدًّا.

ماذا عمل "المعلِّم" ليمنح البصر لفاقده؟ لقد تفل على التراب وصنع منه طينًا وطلى به عينَي الأعمى. ألا تذكِّرنا هذه "العمليَّة" بما عمله الله عندما خلق جدّنا الأوّل آدم إذ جبله من تراب الأرض؟ فما حصل للأعمى لم يكن عمليّة شفاء أو إعادة بصر. فلم يكن ذلك الإنسان مريضًا في بصره ليُشفى، كما أنَّه لم يكن قد فَقَدَ بصره يومًا لنقول إنَّه "أُعيد إليه بصره." لقد وُلِدَ "بدون المقدرة" على الإبصار، والربّ يسوع "الذي به وله الكلّ قد خُلِقَ"، استخدم تلك "المقدرة"، ومنحه البصر، ووهبه أيضًا "البصيرة"، أي النيّرة الروحيَّة التي استطاعت أن تميِّز يسوع "آتيًا من عند الله"، بعكس مَن كانوا يدّعون الإبصار، أولئك الذين لعدم الإيمان والحقد والحسد، فقدوا البصيرة الروحيَّة.

لقد حاول ذلك الإنسان اختصار المحاججة النافلة مع الحاقدين، ولكن إذ اشتدَّ عليه إلحاحهم اضطرّ أن يخاطبهم بالمنطق والحكمة: "مُنْذُ الدَّهْرِ لَمْ يُسْمَعْ أَنَّ أَحَدًا فَتَحَ عَيْنَيْ مَوْلُودٍ أَعْمَى. لَوْ لَمْ يَكُنْ هذَا مِنَ اللهِ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا" (يوحنا 9: 32- 33)، فحكموا عليه بأنَّه "بالخطايا وُلد"، وهو الذي قال عنه "المعلِّم" في هذا الشأن أنَّه "لم يخطئ هو ولا أبواه." لقد أخرجته جماعته والمجمع خارجًا، وجعلوا عليه حرمًا. لكنّ "المعلِّم" لم يتركه. فالعمل الذي أُرسِل من قِبل الآب ليعمله لا بدّ أن يُكمّله.

جماعة ذلك الإنسان تركته ونبذته. وأمّا الربّ ففتَّش عنه ووجده، وأظهر له حقيقة كونه "ابن الله". فآمن واعترف بتلك الحقيقة. أمّا الذين ادّعوا الإبصار، فاستحقّوا القول من "المعلِّم": "لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هذَا الْعَالَمِ، حَتَّى يُبْصِرَ الَّذِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَيَعْمَى الَّذِينَ يُبْصِرُونَ... لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَانًا لَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ. وَلكِنِ الآنَ تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِرُ، فَخَطِيَّتُكُمْ بَاقِيَةٌ" (يوحنا 9: 39، 41).

صلاة

يا ربّ أشكرك لأنّك النور الحقيقيّ الذي يُنير كلّ إنسان، افتح عينَيّ في هذا النهار كي أُحدِّث بجميع عجائبك، وأُخبر أنّك أتيتَ إلى العالم لتبحث عن الضال والمنبوذ حتّى تجده وتعطيه البصيرة الروحيَّة فيتمجّد الله فيه. آمين.

يوم 2يوم 4

عن هذه الخطة

لقاء مع المسيح

أجمل لقاء قد يحصل في حياة المرء هو اللقاء مع المسيح... وفي هذه السلسلة من التأملات سنتوقّف عند بعض اللقاءات مع المسيح التي يُخبرنا بها الإنجيل والتي لا زالت تُغيّر حياتنا اليوم!

More

نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/