لقاء مع المسيحعينة
لقاء المسيح مع توما الذي يُدعى التوأم
لقد عُرِف توما الرسول في الأوساط المسيحيَّة بتوما المشكِّك، حتّى أصبح كلّ من شكَّك في أمرٍ ما يُدعى "توما". عندما اختار "المعلِّم" تلاميذه الاثني عشر، كان يعرف طبيعة كلّ واحد منهم، وكان على علم بمواطن القوّة، ومواطن الضعف في كلٍّ منهم. وكان على علم بصفة "المحبّة" في يوحنا، ويدري ما في قلب يهوذا الإسخريوطيّ من "طمع" و"خيانة"، وما في ذهن توما من تحفّظ وتشكّك؛ فما هم جميعًا سوى بَشَر. ويسوع، الإله المتجسِّد والإنسان الكامل، جاء من أجل هؤلاء، ومن أجلنا جميعًا لكي يُكمّل نقصاننا، بل جاء لكي يطلب ويخلِّص ما قد هلك.
لقد ظهر الربُّ المُقام للتلاميذ المجتمعين معًا في العلّيَّة وأجَّج الرجاء والفرح في قلوبهم، بعد أيَّام من الحزن واليأس والقنوط. وافتقد توما ذلك الاختبار الجميل، إذ تغيَّب عن الاجتماع مع "الإخوة" لأسباب نجهلها. وأخبر التلاميذ توما بحدث القيامة العجيب، وبأنَّهم شاهدوا الربّ، ولكنّه لم يشأ أن يُصدِّقهم، بل قال لهم: "إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ" (يوحنا 20: 25).
وحيث إنَّ إلهَ المسيحيَّة إلهٌ شخصيٌّ، ولأنَّ "المعلِّم" يهمّه أمر أتباعه، ولأنَّه يعمل لتلبية حاجات الأفراد كما الجماعات، ركّز "المعلِّم" اهتمامه في الظهور التالي على توما إذ كان مجتمعًا هذه المرّة مع التلاميذ: "هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا" (يوحنا 20: 27)، إذ ذاك آمن توما واعترف "بالمعلِّم" ربًّا وإلهًا.
لقد تخلَّف توما في الظهور الأوّل عن الاجتماع مع الإخوة، فقضى كلّ الأسبوع فاقدًا الرجاء والفرح؛ وإذ تدارك الأمر، رجع فاجتمع معهم. وحضر الربُّ مرَّة أُخرى، ربّما خصّيصًا لأجل تلبية حاجة توما الخاصّة، إذ لم يذكر الإنجيليّ يوحنا عن أمر آخر حصل في ذلك الاجتماع.
لقد نال توما بركة عظيمة ورُدّ إيمانه ورجاؤه وفرحه. "هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعًا! لأَنَّهُ هُنَاكَ أَمَرَ الرَّبُّ بِالْبَرَكَةِ" (مزمور 133: 1، 3).
صلاة
إنّه لامتياز عظيم أن أسكن في بيتك وأتفرّس في جمالك. ساعدني لأُدرك أهميّة الاجتماع من حول شخصك. فأكتسب، بالإضافة إلى البركات العظيمة والأفراح السماويّة، معرفةً وتعزية وتعمّقًا في سبر أعماق كلمتك. آمين.
عن هذه الخطة
أجمل لقاء قد يحصل في حياة المرء هو اللقاء مع المسيح... وفي هذه السلسلة من التأملات سنتوقّف عند بعض اللقاءات مع المسيح التي يُخبرنا بها الإنجيل والتي لا زالت تُغيّر حياتنا اليوم!
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/