لقاء مع المسيحعينة

لقاء مع المسيح

يوم 8 من إجمالي 8

لقاء المسيح مع مرثا أخت مريم ولعازر

لقد حرص "المعلِّم"، عندما زار أرضنا، أن يختلط بالناس العاديين ويتفاعل معهم، ليتحسَّس أحاسيسهم ويشاركهم في أفراحهم وأحزانهم. فإنَّه، وإن كان يفعل ذلك، كان يحرص أيضًا أن يستثمر أوقاته التي يقضيها مع الناس بما يختصّ أو يبني الملكوت السماويّ.

لقد دعته مرّة مرثا، أخت مريم ولعازر، لتناول وجبة مع العائلة. وأرادت مرثا أن تكرمه على طريقتها، بما لذّ وطاب وتنوَّع، ليس فقط على مقياس الضيافة الشرقيَّة، بل أيضًا بما يليق بضيف كريم عظيم. فذلك أشغلها وكاد أن ينهكها. وعلى الجانب الآخر، كانت هناك أختها مريم، التي كان لها اهتمام آخر وضعته في الأولويّة. لقد اكتشفت، بل فَضّلت الخبز السماويّ، كلمة الله، الحالّ في ذلك البيت، على أطيب الطعام البائد.

لكنَّ مرثا احتجَّت "للمعلِّم" شاكية: "أَمَا تُبَالِي بِأَنَّ أُخْتِي قَدْ تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُعِينَنِي" (لوقا 10: 40). ما كان ذلك "المعلِّم" يومًا غير مبالٍ. لكن هنالك أولويات، وهنالك أفضليات. هنالك ما هو مهمّ، وهنالك ما هو أهمّ. ألم يكن هو القائل، "اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ، بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي" (يوحنا 6: 27)؟ وما كان "المعلِّم" ليردّ استغاثة مرثا أو يخيِّب أملها، ولكن كان لا بدّ لمرثا أن توجّه انتباهها وأن تركِّز اهتمامها على ما هو أفضل وما هو أبقى، لذا أجابها "المعلِّم": "مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا" (لوقا 10: 41 و42).

وكم هناك من مسيحيّين ومسيحيّات هم "مرثاوات"، وكم هناك من إرباكات وانشغالات وإهدارات في سبيل ما هو بائد على حساب ما هو باقٍ. نحن الذين قَبِلْنا أن يحلّ المسيح في قلوبنا، كم تُلهينا أمورنا الزمنيَّة عن إعطاء الوقت الكافي للجلوس في حضرته الإلهيَّة في التأمّل بكلمته وسكب القلب والروح بالصلاة إليه. وكم من الأوقات نصرف لنستمع إلى أخبار الناس ونتتبّع فلسفاتهم وآراءهم أكثر مما نتتبّع أخبار الملكوت وأسراره، وكم نُجهد النفس ونبذل النفيس في سبيل بنيان الجسد وتنميته، وأمّا الروح فلا نستثمر فيها أو نعمل لأجلها.

في موضع آخر نطق "المعلِّم" بهذه الكلمات: "إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً" (يوحنا 14: 23). فكيف نحفظ كلام "المعلِّم" إن لم نجلس عند قدمَيه ونسمعه أولاً؟

صلاة

يتوق قلبي يا ربّ لدراسة الكلمة والتأمّل بها وسكب القلب بالصلاة عند قدمَيك. ساعدني على ترتيب أولويّات حياتي، وأن أكون كمريم التي اختارت النصيب الصالح الذي لن يُنزع منها. لا تسمح بأن تشغلني أمورُ الحياة عن عبادتك وخدمتك. آمين.

حقوق الطبع © محفوظة لدار منهل الحياة. لمزيد من الموارد، أو لشراء كتاب "ستون يومًا مع المعلّم" لسليم قاحوش، الذي اقتبسنا منه هذه التأملات، بامكانك أن تزور موقعنا على https://darmanhal.org/ أو Amazon: Dar Manhal al Hayat

يوم 7

عن هذه الخطة

لقاء مع المسيح

أجمل لقاء قد يحصل في حياة المرء هو اللقاء مع المسيح... وفي هذه السلسلة من التأملات سنتوقّف عند بعض اللقاءات مع المسيح التي يُخبرنا بها الإنجيل والتي لا زالت تُغيّر حياتنا اليوم!

More

نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/