لقاء مع المسيحعينة
لقاء المسيح مع سمعان الفرّيسي
دُعي "المعلِّم" مرّة من قِبل أحد الفرّيسيين، ويُدعى سمعان، لتناول الطعام في بيته. لسنا ندري ماذا كان وراء مبادرة الفرّيسي تلك، إذ نعرف أنَّ الكثيرين من الفرّيسيين كانوا معارضين "للمعلِّم" ومقاومين له. لكنَّ "المعلِّم" لبَّى الدعوة ولم يتباطأ، ولم يترفّع عن تلبيتها، فهو الذي ترك الأمجاد، وسكن بيننا، واختبر بشريَّتنا بدون خطيَّة.
وإذ كان "المعلِّم" في وضع المتّكئ، جاءت امرأةٌ يصفها الإنجيليّ لوقا بأنَّها كانت خاطئة، وأخذت تبكي عند قدمَي "المعلِّم"، مبلّلة إيَّاهما بدموعها، وشرعت في مسحهما بشعر رأسها، وتقبيلهما ودهنهما بالطّيب. لم يرُق ذلك المشهدُ للفريسيّ الذي اعتاد التقييم بحسب الظواهر، فارتاب في باطنه وشكّك في تقوى المسيح و"نبويَّته"، دون الإفصاح بذلك، إذ إنَّ فرّيسيّته منعته من التصريح بذلك جهارًا. لكن سرعان ما برهن له "المعلِّم" ليس فقط أنَّه يعلم بأنَّ المرأة خاطئة، بل يعلم أيضًا ما كان يدور في خلد الفرّيسي من أفكار.
وكان يجب أن تُوضع النقاط على الحروف، وكان لا بدّ من المصارحة وإظهار الحقيقة، لذلك حكى "المعلِّم" قصّة المديونَيْن، ما أوجب الفرّيسيّ أن يُقرّ بأنَّ البذل والعطاء يكونان على قدر المحبّة، وأنَّ المحبّة تكون على قدر الغفران. وتبع ذلك حديث المصارحة من قِبل "المعلِّم".
أنتَ دعوتني، نعم! ولكن لمَّا دخلتُ بيتك لم تأتني بماء لغسل رجليّ كما تقتضي أصول الضيافة، بينما هي، الخاطئة، غسلت بدموعها رجليّ، ونشّفتهما بشعر رأسها. أنتَ، بخلاف العادة، بخلت عليّ بقبلة الاستقبال، أمّا هي، الخاطئة، فمنذ أن دخلَتُ عمدت إلى تقبيل قدمَيّ فوق العادة. أنتَ لم تدهن بزيت رأسي، كما هي العادة، وهي الخاطئة، دهنت بالطيب قدمَيّ. في تلك المأدبة التي أقامها سمعان الفرّيسي، ربَّما للتباهي والدعاية، كُشفت سرائر، وأُعلنت حقائق، واحتجَّت أفكار، وحصلت أفراح:
أظهر "المعلِّم" أنَّه أعظم من نبيّ، إذ كشف ما في قلب الفرّيسي من أفكار خاطئة. وأعلن "المعلِّم" بأنَّه ابن الله، وأنَّه يملك سلطان غفران الخطايا، وأنَّه بالإيمان والمحبّة بذلك "الابن" تُغفر الخطايا. وإذ عزمت تلك الخاطئة على التوبة وعلى محبّة يسوع، فرحت هي وجرت أفراح في السماء، إذ إنَّ السماء تفرح: "ِبخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ" (لوقا 15: 7).
صلاة
يا ربّ، ساعدني أن أكسر قارورة عبادتي عند قدمَيك فأقدِّم لك الغالي والنفيس، يا مَن قدَّمت الكلّ لأجلي. هبني المشاعر المقدّسة لأحبّك من كلّ القلب والنفس والقدرة. آمين.
الكلمة
عن هذه الخطة
أجمل لقاء قد يحصل في حياة المرء هو اللقاء مع المسيح... وفي هذه السلسلة من التأملات سنتوقّف عند بعض اللقاءات مع المسيح التي يُخبرنا بها الإنجيل والتي لا زالت تُغيّر حياتنا اليوم!
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/