لقاء مع المسيحعينة
لقاء المسيح مع تلميذَي عمواس
كان ذلك مساءَ اليوم الأول من الأسبوع، يومَ قام المسيحُ من بين الأموات، وكان المسيح قد ظَهَرَ أوّلاً لمريم المجدليّة وبعض التلاميذ الذين جاؤوا فجرًا إلى القبر. كان هناك تلميذان، يُدعى أحدهما كليوباس، متّجهَين من أورشليم إلى ضيعة تُدعى عمواس، وتبعد نحو أحد عشر كيلومترًا إلى الغرب من أورشليم. كان التلميذان عابسَين ومتحيِّرَين، إذ إنَّ الذي كانا يبنيان عليه الرّجاء بأن يفدي الأمّة ويحرِّرها من الرومان المستعمرين آنذاك، قد سُلِّم ليموت صلبًا، وبذلك قُضِيَ على أحلامهما وآمالهما. وذهب بهما اليأس والحيرة لدرجة ترك أورشليم، حيث مجموعة التلاميذ والأتباع الآخرين، والذهاب باتّجاه ضيعتهما عمواس.
و"المعلِّم" تهمُّه الجماعات ويهمُّه الأفراد، ويحرص على أن يوجد حيثما يُطلب، وأن يلبِّي حيث يكون هناك حاجة. وفيما التلميذان سائران، انضمَّ إليهما المسيح وسألهما عمّا كانا يتساءلان ويتطارحان به من أحاديث. وبسبب سؤاله ظنَّا أنَّه أجنبيّ أو غريب عن أورشليم، غير عالمَين أنَّه هو الذي يعرفها، وأنه أحبّها، وبكى عليها، ومات لكي يفتدي أهلها وكلَّ مَن يؤمن به. وإذ صرَّح التلميذان بسرِّ عبوسهما وارتباكهما، أجابهما يسوع: "أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ! أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟ ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ" (لوقا 24: 25- 27). أما قرأتم عن هذا؟ أما أخبرتكم بهذا حين كنت معكم؟
تلميذان ماشيان عابسَين، وصفهما "المعلِّم" بالغباء وبطء الفهم وضعف الإيمان. هكذا هي حال كلّ من لا يقرأ كتاب الله بجديَّة، أو من لا يعيره اهتمامه، أو من لا يؤمن به، أو من لا يعمل بموجبه. وفي مناسبة أُخرى، وبَّخ "المعلِّم" فئة من اليهود قائلاً: "تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللهِ" (متّى 22: 29). تلك كانت وما زالت مشكلة مَن يدّعون التقوى، خصوصًا المسيحيّين منهم. وبعد، أوَلَم يذكر "المعلِّم" مرارًا أنَّ ابن الإنسان سيُسلَّم لأيدي الولاة ويتألَّم ويموت ويقوم في اليوم الثالث؟ فكيف إذًا كانوا يقرأون، وكيف كانوا يفهمون؟
لقد أصاب التلميذَين اليأسُ والحزن والارتباك، لكن "المعلِّم" أولاهما كلّ اهتمام. فظهر لهما، وأنار فكرهما وجعل فيهما روحًا وعزمًا جديدَين. ومع أنَّ الوقت كان قد أمسى، والظلام قد أسدل ستاره، ومخاطر السفر أصبحت أكثر احتمالاً، فإنّهما رجعا إلى أورشليم ليُخبرا سائر التلاميذ بالخبر السار.
صلاة
كيف لا أشكرك يا ربّ وأنتَ تهتمّ بقلقي وحيرتي وضياعي. شكرًا لأجل الكتاب المقدّس السراج الذي يُنير طريقي فيرشدني إليك. آمين.
عن هذه الخطة
أجمل لقاء قد يحصل في حياة المرء هو اللقاء مع المسيح... وفي هذه السلسلة من التأملات سنتوقّف عند بعض اللقاءات مع المسيح التي يُخبرنا بها الإنجيل والتي لا زالت تُغيّر حياتنا اليوم!
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/